[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي خالد الغامدي[/COLOR][/ALIGN]

أنا وصاحبي نختلف حول أتفه الاسباب ، ونتفق حول أتفهها أيضا، ولكننا نعود سريعا للاتفاق ، أنا لا أعرف كيف اختلفنا حول سبب تافه، كما لا أعرف كيف اتفقنا على سبب تافه، وهو لا يعرف أيضا لماذا اختلف معي حول سبب تافه ولماذا اتفق معي ايضا على سبب تافه، وكما ضاقت عيوننا عند الاختلاف اتسعت نفوسنا عند الاتفاق، وتحولنا إلى طفلين صغيرين بريئين تعلو الابتسامة وجوهنا، وتفترش البهجة قلوبنا.
له أسلوب في الغضب جدير بالتسجيل فهو إذا غضب ارتفعت شفتاه لتصلا إلى أنفه، وانتفخ أنفه ليصل إلى عينيه، ولي أسلوب في الغضب جدير بالتسجيل فأنا إذا غضبت أخذ شكلي صورة قارئي النشرة الجوية في مواسم الصيف، ومواسم الأمطار فلا تعرف إذا كنت أتكلم من فمي، أم من أنفي، أم من رأسي ..
غضبه قصير مثل غضب اعضاء الفريق المهزوم، سرعان ما ينسون هزيمتهم بعد سلسلة من التبريرات غير المقنعة لأنصارهم ، ومشجعيهم وغضبي له أجنحة تطير مثل غضب رجال المال حين تفلت من أيديهم صفقة فلا يتسامحون بسهولة مع من خطف منهم الصفقة، وفي لحظات البراءة نتبادل معاً المناقشات حول غضبه، وغضبي فأكسب أنا الجولة رغم أنه أحق بأن يكسبها هو..
وبعد زوال الغضب يتحسر هو على الفرص الضائعة واتحسر أنا على الصفقات الخاسرة ونضحك قليلا ثم نلوذ بالصمت..!
والصمت يعيدنا للكلام ، والكلام يعيدنا للحوار، والحوار يعيدنا للغضب المفاجئ فنختلف حول أتفه الأسباب، ويطول حديثنا أو يقصر حول هذه الأسباب ، ويتحرك غضبنا تجاه بعضنا البعض ، غضبه يسكن شفتيه، وغضبي يسكن أطرافي، ونتبادل الحديث، والحوار والنقاش لأجد أنني أنا الذي استسلم قبله، وأنا الذي أنهزم أمامه رغم قدرتي على الحديث والحوار والنقاش، لكن حركة شفتيه المتواصلة مثل ماكنة كهربائية تجعله يهزمني، وتجعلني استسلم في منتصف الطريق فأجد نفسي – بعد الاستسلام – وقد غلبني الضحك القهري، والضحك القهري نوع من الهزيمة النكراء!!..
وليست هذه تفاصيل علاقتنا فهناك الكثير مما يحتاج الى وقت، وإلى جهد لسرده ، وروايته ، وتسجيله ولكن الوقت يبدو سريعا في حركته عندما أحاول أنا من جانبي تسجيل المزيد من هذه التفاصيل، وتقديمها كنماذج بشرة تمتلئ بمثلها الحياة، وقد اخترت مايسمح به الوقت حاليا، وراعيت ظروف صاحبي، وعلاقتي الطيبة به حتى اشعار آخر .. \”وهذا ليس تهديداً لصاحبي فمن حسن الحظ ان صاحبي لايهتم للورق المكتوب، ولا يلتفت للسطور المنشورة ولديه ما يشغله عن ذلك\”..!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *