ضاع الحق بين هؤلاء وأولئك

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]
\”قَلِّدْ عَالِمْ تَطْلَعْ سَالمْ\”
هذا المفهوم الذي يتخذه البعض طلباً للسلامة من تبعات أي موقف قد يجبره على اتخاذ قرار – ما – قد تكون عواقبه غير مضمونة النتائج فبالتالي يقول لك قلد عالم تطلع سالم.. أي خذ من \”فتوى.. ذلك العالم ما يريحك، وعلى ذكر الفتوى\” التي اصبحت حقاً مستباحاً هذه الايام حيث اصبحت حقاً مشاعاً لمن اراد ان يكون له ذكر أي ذكر دون تورع او حتى خوف من الله، لقد كانت \”الفتوى\” عزيزة جداً لا أحد يجرؤ على الاقتراب منها مهما وصل اليه من الفقه الواسع والعميق والعلم المتدفق، فهو يتورع ان يقول حكما قد لا يكون صائباً فيه او حتى دقيقاً في ذلك الحكم، لهذا فهو يمتنع من الإدلاء بالفتوى فيه.
الآن اصبح المفتون على قفا من يشيل \”كما يقال\”، والغريب ان هؤلاء المفتون الذين يملأون الوسائل الاعلامية سواء على الفضائيات او الصحف او الجوالات او الانترنت لا يتوقفون عن فتاواهم مهما ظهر فسادها، ولهذا فأنت لا تشعر بأنهم يتمتعون بذلك الثقل العلمي الذي يؤهلهم للافتاء او حتى إبداء مجرد رأي في حكم من الاحكام لا القطع بالحكم، ونسأل لماذا هذه الجرأة على الفتوى – فلا تجد اجابة الا إجابة واحدة تكون محصورة في كلمة هي \”الغرور\” فاذا كان هؤلاء المتجرئون على الفتوى على هذا النحو فهناك صنف آخر اكثر سوءاً مثلا يكون أحدهم قرأ \”لشحرور\” وغيره من الكتاب وما قالوه في تفسير للقرآن الكريم فتراه يزاحم في نقاشات لم يفهم منها الا ما قاله \”شحرور\” فهو لم يجالد نفسه على القراءة المتأنية والواسعة والعميقة في اصول القراءات فهو اكتفى بقراءة كتاب أو كتابين واكتفى بالقول هم رجال ونحن رجال وخرج على الآخرين بآراء أقل ما يقال عنها بأنها شاذة وهذا النوع من الناس وذلك النوع الآخر الملتهب بالفتوى يكاد يضيع بينهما الحق هذه الايام.
التصنيف: