صيد الصحافة في حادثة مكة

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

انبرى \”جهابذة \” الصحافة ممن تُركوا يتصرفون كما يرون وكما يقدرون بمعلوماتهم بعد ان وجدوا صحفاً تنشر ما اطلقوا عليه \”سبقا صحفيا\” ومعلومات خاصة وجديدة في حادثة وفاة صديقنا العزيز أ.د ناصر الحارثي الاسبوع الماضي حتى انه ومع نهاية اليوم الثاني للحادث نشرت هذه الصحف معلومات في غاية الخصوصية ولا يستفيد منها القارئ بل عادت بالالم والاسى على اسرة فقدت عائلها فجأة ووجدوا انفسهم وقد نشرت الصحف كل شيء عن حياتهم دون تفكير، حتى ان هذه الصحف اختلفت معلوماتها بشكل أوضح ان العملية مجرد \”اجتهاد\” بوجود صحفي اراد ان يظهر اسمه او صورته دون اي تفكير فيما بعث به للصحيفة وصدق المعلومة وامانة المهنة التي للاسف لم يجد من ينبهه اليها!! لقد تألمت كثيراً خاصة انني اعرف الدكتور عن قرب وان كانت معرفة لا تتجاوز سنوات قريبة الا انها كانت كافية للوقوف على شخصيته وسلوكياته الامر الذي تحدث عنه في \”البلاد\” اصدقاؤه وزملاؤه في عدد الاحد الماضي وقد حرصنا على ان نتعامل مع الحدث على انه \”وفاة\” وكنا نستطيع بحكم العلاقة مع اصدقاء وزملاء الفقيد ان نحبر الصفحات عنه بعد الحادث والامر ليس بالمهمة الصعبة لكن المهنية والأمانة وظروف الاسرة حكمت ان يكون النشر في حدود معقولة.. اتحدث وقد استمعت الى العديد من الآراء التي علقت على بعض ما نشر في الصحف من معلومات وارقام واجتهادات لم تضف جديداً مع ايماني بدور واهمية النشر والخبر في مثل هذه الحالة.. اسجل هذا المقال وانا اتصور انني ابن او شقيق او قريب للدكتور يرحمه الله رحمة واسعة ووضعت نفسي وكأني احد ابناء الاسرة كيف يمكن ان اواجه الناس والمجتمع وزملائي في العمل او الدراسة وقد دخلت الصحافة الى عمق داري وانتشى وهام محرروها بخصوصية اسرتي دون اذن مستغلين الظرف الذي لا يملك فيه اقارب الفقيد ان يرفضوا التجاوب مع وجود الصحافة بل ان بعض الاسر تظن ان حضور الصحافة ضمن اهتمامات ومتطلبات التحقيق خاصة في وجود شخص او اكثر من اقارب الفقيد يعيشون في معزل عن حساسية وخصوصية النشر، فتراهم يتحدثون بما يعرفونه وبما سمعوه داخل اسوار المنزل ويقدمون معلومات عادية يتم اشعالها بعناوين صارخة وتعليقات وحواشي في عادة نعرفها تتكرر في مثل هذه الاحوال.. لقد تناولت بعض الصحف الحدث وكأني بها تسابق الزمن وتلهث وراء معلومات تخص اسرة ابتليت بذلك دون انتظار ودون معرفة ودون ان يكون لهم ربما دور فيما حدث، وبدأت الارقام: ديون 7 مليون نفى ابنه المبلغ في اليوم الثاني وقال انه 700 الف فقط ووصية في 16 صفحة وهناك من قال انها 12 صفحة في الوقت الذي لم تمضِ 24 ساعة على الحدث وكأن بعض هؤلاء كانوا يعرفون بالحادث وبدأ السباق، تم استجواب السائق والرجل ليس لديه سائق، إن مثل هذه المعلومات في مثل هذه الظروف ليست بالمعلومات العصية والصعبة على من يريدها لكنني كنت اتمنى ان تتعامل هذه الصحف مع الحدث في حدود معينة تعطي معلومة للقارئ دون الغوص في حقوق الناس وممتلكاتهم والتي لا تهم القارئ بل تسيء لأصحابها وعلى مدى طويل في مجتمع ينقل الكلمة ليحورها ويقدمها قصة متكاملة ليس للواقع علاقة بها.. نسأل الله العافية والسلامة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *