صون البيئة للتنمية المستدامة

• عبد الناصر الكرت

عبد الناصر بن علي الكرت
من الجميل حقا أن حملت الأوامر الملكية الأخيرة مجموعة من البشائر لمستقبل مشرق زاهٍ – بإذن الله – في إطار التطوير المستمر المنسجم مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 والتي تضمنت إعادة هيكلة بعض الوزارات والهيئات والمؤسسات العامة وترتيب اختصاصاتها على الوجه المطلوب بما يلبي متطلبات المرحلة ويحقق أهدافها ، ومنها دمج البيئة مع المياه والزراعة في وزارة واحدة لأول مرة ، وذلك استشعارا من حكومتنا الرشيدة لأهمية هذا الجانب الحيوي في حياتنا ، كون البيئة هي المكان الذي نعيش فيه ، وهي بنوعيها المادي والبيولوجي .. بكل ما تشمله من موارد وكائنات حية ، نتفاعل معها وتؤثر على مسار حياتنا بدرجات مختلفة ، كما نؤثر فيها بشكل أو بآخر .
والواقع أن عددا من الدول المتقدمة وحتى النامية اهتمت بالمحافظة على البيئة وحرصت عليها وأوجدت نظما لحمايتها من الاستنزاف والإقلال من تدهورها الذي يرتبط بتدهور صحة سكان الأرض .
حيث أن الإنسان في أي مكان يعد مكونا من مكونات البيئة ويظل المسؤول الأول عن توازن البيئة التي يعيش بها..حتى لا تتعرض للاختلال والتدمير . وهو ما يجب أن يعيه كل فرد منا ليعرف دوره في المحافظة على ما حوله ، وأن يكون مصدر إنماء وعطاء لا مصدر إتلاف ودمار .
والواقع أن البيئة لدينا شبه مهملة بشكل مقصود أو غير مقصود من الأفراد أو بعض الأجهزة ، وربما كان ذلك لعدم إدراك الأهمية ومعرفة الآثار الناجمة جراء الإهمال الذي ندفع ثمنه غاليا . سواء بإهلاك الغطاء النباتي والاحتطاب الجائر ، أو بسوء النظافة والتلويث والجهل بطريقة فرز النفايات وردمها أو حرقها أو بتحويل مياه الصرف الصحي إلى مجاري الأودية والسدود ، أو بالصيد الجائر … وغير ذلك من مظاهر الاعتداء على البيئة وإهمالها.
ويظل من الضرورة بث التوعية البيئية من المراحل المبكرة ، ويفترض أن تكون التربية البيئة ضمن التربية العامة ليتشربها الطلاب منذ الصغر ، ليعوا معناها ويعرفوا قيمة وجودها وأهميتها في حياتهم العامة . والتأكيد على أن التربية البيئية ليست مسؤولية جهاز دون آخر بل هي مسؤولية وطنية يجب أن يتصدى لها الجميع .
ومن هنا يتطلب العمل على تنمية روح المسؤولية الجماعية في هذا الإطار ، وتعزيز المشاركات الإيجابية والتضامن بين الجميع بما يحقق الغايات.. عل اعتبار صون البيئة من الواجبات الدينية والصحية والاجتماعية والاقتصادية ونحوها.
ولعل استيعاب المفاهيم من الجميع يفضي إلى قيام شراكات دائمة وناجحة بين عموم أفراد المجتمع ومؤسسات القطاع الخاص مع الجهات الحكومية ذات العلاقة وكذلك المنظمات الدولية المعنية بالبيئة لتبني أفضل الممارسات العالمية وتشجيع الابتكار والعمل الجاد لاتخاذ التدابير والسياسات الفعالة الرامية لتعزيز الوعي البيئي وجعل قضايا البيئة في أولويات الدولة بما يسهم في صون البيئة بشكل مستمر وتحقيق التنمية المستدامة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *