[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد تاج سلامة[/COLOR][/ALIGN]

إن قيمة الفرد لا تنحصر فقط فيما يجيء به من تنظيم أو تحقيق رخاء ذاتي أو تزايد في الثقة.. وإنما تنحصر في قيمته كإنسان له قيمة البشرية، فلم يعد الإنسان يحيا اليوم في ظل ما يقوم به فقط، بل أصبح يحيا حياة اجتماعية مؤلفة من أسرته وبما خلفته من أمجاد وأسلاف.
إضافة إلى أن الفرد أصبح يحيا في عصرنا الحاضر حياة تزخر بالقوى العلمية التي يجهلها البعض جهلاً تامّاً، ومهما كان من ضغط الآخرين عليه فإن من المؤكد أن تقدمه ما هو إلا مظهر من مظاهر تحرره الإنساني، مصدر هذه القوة شكيمته وعزيمته وإصراره وعدم خضوعه للمادة وإيمانه بإبداعه الخلاق.
إن من يقف على أرض صلبة غير الذي يقف على أرض هشة. والإنسان في رأيي من يحاول أن يكشف طبيعة كونه وطبيعة من حوله عندئذ سيصادف العجب بما يشبه الهلع. وكيف لا يكون ذلك وطبيعة الناس تختلف من إنسان لآخر بأبعادها الهائلة والتي لا تستطيع عقولنا ادراك مداها ولا يمكن تصورها، بيد أن الطالح يتضاءل إذا قيس بالصالح منا.. وتاريخ كل منا يختلف عن تاريخ الآخر حتى يبدو في لمح البصر وكأنه شيء مخيف فإذا تغلغلنا في طواياه ودخائله لوجدنا ضالة أنفسنا ذلك حين تكشف ذاتيتنا على حقيقتها.
فلتكن سريرتك بيضاء عزيزي القارئ وليكن فؤادك نبراساً للرحمة والطمأنينة على حد سواء.
إن أخوف ما يخوف الإنسان غير السوي أنه لا يحيا مثل حياة الآخرين من الناس إذ إن عواطفه ومطامعه وأعماله وفنونه غريبة عن الآخرين فالإنسان من هذا النمط ما هو إلا نقطة صغيرة ضئيلة الشأن فوق محيط دائرة الكون أو قل إنه ذرة صغيرة ظهرت بطريق الصدفة في وسط خضم هائل جبار إذا قيس بإنسان القيم والمبادئ.
إن نشاط كل إنسان لا يخرج عن كونه ظاهرة موضعية تدل على مدى أخلاقيات لا معنى لها ولا غاية، بيد أنها تتجسد في رؤيته للأشياء، فإذا نظر إليها بمنظر حسن ظهرت له الأشياء حسنة والعكس صحيح، فلينظر كل منا إلى ما حوله ليجد نفسه أمام عالم أو عوالم ضخمة من الطاقات الهائلة والقوى اللا متناهية والتي تروعنا بضخامتها ولكن لعمري إننا لا نجِدُّ في أن نعثر على حقيقة لا يستطيع أحد إنكارها.. وهي أن ذلك الإنسان لا يساوي شيئاً وأنه ضئيل وضعيف.. فالإنسان هو الإنسان الأخلاقي الملتزم بمبادئ الدين وتعاليمه والمتمسك بالقيم الرفيعة وهو ربيب الفكر.. وصنو الثقافة والفنون.
ص.ب 52986
جدة 21573

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *