لا يمكن أن تولد إسماً أو ماركة أو علامة تجارية بدون العمل على تهيئتها .. ذلك أن العلم والفن و المحيط المناسب يولد نوعاً من التوافق والتمازج الناجح ..
وأي ماركة لها فوائد للشركة والعميل معاً .. عندما تستثمر الشركة ترتفع قيمة الماركة فيستفيد العميل وتزداد ثقته ورضاه باستعماله للمنتج .. وتستفيد الشركة بزيادة كفاءتها وفعالية برامجها التسويقية .. فيمكنها رفع أسعارها وإضافة منتجات أخرى لماركتها ..
يتعرف العميل على الماركة وقيمتها وتأثيرها .. ولإسمها مكانه قبل قرار الشراء .. إن الماركات المعروفة هي التي يمتد عنقها ليراها العميل ويذكرها ..
أما الماركة المعروفة جيداً للعميل والتي لايذكرها .. هي الماركة القديمة القريبة من نهايتها .. وهي أسوأ مايمكن أن تصل إليه الماركة ..
كما أن هناك ماركة يتذكرها العميل ولا يعلم جودتها ولا سعرها .. هي ماركة حديثة كثيرة الإعلان ..
إن العملاء الذين يقدرون الجودة .. يرتبطون بها ارتباطاً وثيقاً .. نفسياً وعملياً .. ويعتبر هذا الإرتباط عصب العلاقة بين العميل والماركة .. ورصيد الماركة منه مجزٍ دائماً ..
صناعة الولاء للماركة .. لايمكن معرفته إلا بحجم العملاء الأوفياء .. وتعمل الشركات لصنع هذا الولاء ببرامج وترويج أكبر ..
ومن الملاحظ أن المشاهير والنجوم يروجون للماركة .. أو تعتمد على أبرز المميزات في المنتج .. وتبرز محبة العميل وتوقعاته وتصوراته ..
كل هذا يؤدي إلى روابط نفسية بعضها في الماركة .. وبعضها في ذهن العميل الوفي لهذه الماركة ..
ليس من السهل بناء ماركة جديدة قوية .. فالدراسات توحي إلى أن المتغيرات السوقية تحتاج إلى تخطيط واقعي .. ومع هذا فإن المصاعب الداخلية والخارجية .. قد تثني أصحاب القرار عن بناء ماركة جديدة ..
ومن بين تلك المصاعب .. الأسعار التنافسية التي تقف عائقاً أمام التكلفة الاستثمارية لبناء الماركة .. ومصاريف العاملين المهتمين ببنائها ..
أيضاً إزدياد المنافسين والمتخصصين .. ومخاطبة شرائح سوقية .. وتقليد المنتجات الناجحة .. هؤلاء لايهمهم صناعة الماركة .. وإنما الاستحواذ على أكبر قدر ممكن من المستهلكين ..
وقد نجح كثير منهم في استقطاب عدد من العملاء .. وحققوا أرباحاً أكثر .. ومجهوداً أقل .. وتكلفة مريحة ..
أيضاً فإني أرى أن تعدد القنوات التلفزيونية .. والوسائل الإعلانية المختلفة .. قد أدت إلى تنوع الأسواق وتفتيتها إلى أشلاء .. بسبب التنوع في المنتجات وتشابهها واستغلال الفئات المختلفة بتعدد الإعلانات ..
مما رأيت شخصياً .. أن الماركة العالمية كالطفل الذي ينمو بين عينيك .. تتابع دراسته وتهتم بهندامه .. وتحرص على أصدقائه .. لا تغفل عنه بتاتاً .. عمل مضني .. ومتابعة مرهقة .. حتى يصبح معتمداً على نفسه ..
إلاّ أن الماركة تعتمد على نفسها وأصبحت معروفة ومرغوبة .. والمشكلة التي تواجه الإدارة المالية للماركة هي رؤيتها بأنها قد حققت أرباحاً .. فتبدأ في تخفيض استثماراتها أملاً في تحقيق نفقات أقل ..
وهذا خطأ جسيم لأن .. التدهور سيصيب الماركة الناجحة .. إذا اقتطع من استثماراتها واستعمل في صناعة ماركة جديدة ..
فلم تستفيد من عطاء جديد .. وتهدمت أمور ناجحة بين يديك .. لأن الإدارة التي تعودت على الماركة التي تتعامل معها .. لا تستطيع إدارة نشاط جديد .. فتدهورٌ في الأولى وفشل في الأخرى ..
يستحسن دائماً أن تبقى على الماركة وتتابع نموها .. وتعدد فروعها .. وتؤمن أنه من بورك له في شيء فليلزمه ..
” وإللي يبغاه كله .. يضيعه كله ” ..
[email protected]
فاكس:6514860

التصنيف:

One Response

  1. فعلا شيخ أحمد اسماء تجارية كبرى اختفت من السوق وحل محلها اسماء اخرى
    الصعوبة في الاستمرار في السوق بنفس المكانة لفترة طويلة .
    سلمت ومن تحب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *