صلة الأرحام من البر والإحسان
الارحام هم الذين من اقارب الانسان ومن الاصول والفروع ومن الاعمام والعمات والاخوال والخالات وابنائهم وبناتهم وممن هم من القرابة بالرضاع، هذا وان الذين يصلون ارحامهم يكون لهم الاجر والثواب العظيم من الله سبحانه وتعالى والقاطعين لارحامهم ليس لهم الا الخيبة والخسران ومن المؤسف انه في هذا العصر ظهر في المجتمع المسلم ومن بعض الناس قطيعة الرحم لاقاربهم وقد بلغ ببعض الاشخاص الامر الى اكبر من ذلك الا وهو عقوق الوالدين وقتلهم وقتل الاعمال والاخوال وابنائهم الذين هم من الاقارب وذلك حسب ما يذكر في الصحف المحلية وما من شك بأن هذه الجنايات الاجرامية التي تحدث في بعض البلدان العربية والاسلامية من قتل وتمرد فانه لابد وان يكون للمخدرات دور عن ما يحدث في حالات الاجرام لمن يتعاطاها كما وان الذين يقومون على القتل بغير حق لا يأمنون العذاب الشديد من الله على ما اقترفته ايديهم لذلك الفعل المشين وخاصة لمن يقوم بقتل اقاربه متجاوزا حدود الله وتعاليم رسوله وقد نسي قول الله تبارك وتعالى الذي يقول في كتابه الكريم وفي الاية (1) من سورة النساء (واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا) وفي الاية 22 من سورة محمد قوله تعالى (فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم) هذا ومن الاحاديث الواردة عن صلة الارحام وقطعها فمن حديث عن ابن عمرو رضي الله عنه جاء فيه (والرحم شجنة فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله) ومن حديث ورد عن عائشة رضي الله عنها جاء فيه (الرحم معتقة بالعرض تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله).
وايضا من حديث عن ابي هريرة رضي الله عنه عائشة رضي الله عنها قد ورد (بان الرحم شجنة من الرحمن قال الله من وصلك وصلته ومن قطعك قطعه) ومن حديث اخرجه مسلم (ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة قاطع رحم) ومن حديث عن ابي هريرة رضي الله عنه (ان رجلا قتل يا رسول الله ان لي قرابة اصلهم ويقطعوني واحسن اليهم ويسيئون الى واحلم عنهم ويجهلون علي فقال لئن كنت قد قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهيرا عليهم ما دمت على ذلك).
هذا ومما قيل من بعض الشعراء في صلة الاقارب وقطعها، فقد قال علي بن ابي طالب رضي الله عنه:
واخفض جناحك للاقارب كلهم
بتذلل واسمح لهم ان اذنبوا
وقال ابو تمام:
لا خير في قربي بغير مودة
ولرب منتفع بود اباعد
واذا القرابة اقبلت بمودة
فاشدد لها كف القبول بساعد
وقال الشريف الرضي:
وكن ذا عقك القرباء ممن
يميل على الاخوة للاخاء
وقال شاعر:
ان قطعوا الاواصر صلة
وصلت لهم مني المنحبة والودا
وهذه الاقوال السالفة الذكر هي بشأن من يصل الارحام. فعسى الله ان يجزي الذين يصلون ارحامهم واقاربهم خيرا وان يهدي الذين يقطعون ارحامهم ويوفقهم لكل ما فيه خير وصلاح.
التصنيف: