[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي خالد الغامدي [/COLOR][/ALIGN]

سأل الصحفي ضيفه رجل الأعمال المشهور:
* هل أنت مضطهد اجتماعياً..؟
هبط السؤال على رجل الأعمال كأنه الصاعقة فهزّ كرسيه للوراء قليلاً، وللأمام قليلاً، وحاول أن يبدو متماسكاً وهو يسأل الصحفي:
– ماذا تقصد؟
وأدرك الصحفي أنه تورّط فكست وجهه بعض الحمرة \”وجه الصحفي يميل للإسمرار فإذا لحقته حمرة الخجل صار داكناً، مريباً\”..
* أقصد هل خططت لصفقة ما فوجدت من يخطفها منك، وهل وضعت آمالك في شخص فخابت فيه آمالك؟…
– هذا يحدث كثيراً لكن لا علاقة له من قريب، أو بعيد بالاضطهاد الاجتماعي..
* بل له علاقة بالاضطهاد الاجتماعي، ستشعر أنك مغلوب على أمرك، وهذا هو الاضطهاد الاجتماعي..
– هل تشعر أنت بالاضطهاد الاجتماعي في عملك الصحفي..
* لماذا تسألني؟
– لأنك سألتني..
* أنا سألتك لأنني سأنشر ردك، وأنت إذا سألتني فلن تنشر ردي وهذا هو الفرق بين سؤالي وسؤالك.
– بعيداً عن هذا الفرق الذي تدعيه فإنني إذا خسرت \”صفقة ما\”.. أو خابت ثقتي في \”شخص ما\” فهذا لا يعتبر اضطهاداً اجتماعياً لي، ولو أفلست بين يوم وليلة فليس هذا من الاضطهاد في شيء، الاضطهاد يا عزيزي الصحفي \”والكلام لرجل الأعمال\” هو أن تجد كل الأبواب مسدودة في وجهك دون مبرر، الاضطهاد وهو أن يستولي أحد على كل ما تملك في غمضة عين، الاضطهاد هو أن يأتي من هو أقل قيمة وشأناً، فيصبح أكثر منك قيمة وشأناً، وأنا لم تعرف حياتي العملية شيئاً من هذا الاضطهاد فهل وجدت أنت في عملك شيئاً من هذا الاضطهاد؟..
شَعر الصحفي أنه دخل في ورطة لا يعرف كيف يخرج منها بسلام فهذا السؤال الذي طرحه على رجل الأعمال وآثار غضبه لم يكن إلا عملية تجديد لدم الأسئلة التي تطرح على الضيوف، وهو سؤال يميل من وجهة نظر الصحفي – إلى \”الفسلفة الحوارية\” في الحديث بعيداً عن الأسئلة المستهلكة، والمتداولة- من وجهة نظر الصحفي- كتلك التي تقول: كيف أصبحت ناجحاً، وماذا وجدت من عقبات في طريق النجاح، وكم مرة بت جائعاً، وكم مرة أمسيت متخماً إلى آخر تلك الأسئلة لكن للأسف عندما حاول التجديد وجد هذه العاصفة من الغضب تنفجر في وجهه، وتهدد موهبته الصحفية بالإهانة إن هو سكت، وإن هو دافع فليس من مصلحته أن يدافع وقد عنفه الضيف، وليس من مصلحته أن يسكت وقد وجد موهبته تتعرض للإهانة المشروعة، وهو الآن في ورطة ليس لها مخرج سوى أن يعيد تلك الأسئلة التقليدية فقال: كيف أصبحت ناجحاً، ومتى بت جائعاً محروماً معدماً، ومتى أمسيت متخماً، وقد فعل الصحفي ذلك، وخرج من نفق الاضطهاد الاجتماعي سليماً جسدياً، ومرهقاً نفسياً إلى أبعد الحدود؟!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *