د. رؤوفة حسن
ككل القضايا التي تخص النساء في العالم العربي والاسلامي، فإن الاحتفال بما يسمى يوم المرأة العالمي في الثامن من شهر مارس الميلادي هو أمر يوافق عليه البعض ويعتبره بدعة وضلالة البعض الآخر.
واليمن كغيرها من هذه البلدان التي يتواجد فيها النقيضين معا، فالاحتفال فيها صار تذكيرا بقضايا النساء في شهر مارس بغض النظر عن اليوم نفسه. وهكذا يفتتح اتحاد النساء نشاط الشهر يوم ثلاثة منه ثم تأتي تباعا كثير من المنظمات الاخرى التي لاترغب ان يكون عملها في نفس اليوم مع جهة واحدة.
ولأن الضيوف في الغالب لأي من هذه الانشطة هن في الغالب نفس الوجوه، فإن كل من يقوم بنشاط يحاول ان يتجنب يوم الثامن خشية ان يكون في نفس اليوم أنشطة متعددة تفقده الحضور المطلوب. وهكذا صارت الدعوات تحل علينا من كل جانب، وقليل منها يمكن تلبيته.
صار شهر مارس بأكمله شهر للقاء الناشطات في الشأن النسائي في اليمن اكثر من أي وقت آخر في العام. فهل يصبح الامعان في الحديث واللقاء عن شئون النساء في هذا الشهر مدعاة لخلافات جديدة عن امتداد البدعة وتطورها؟
التكرار يعلم الشطار
تتصاعد مشاكل النساء في القرى، كما يحدث في المدن. بتزايد حجم نقص المياه في الريف اليمني مثلا يتزايد حجم عمل النساء الباحثات عنه من اماكن بعيدة، ثم حجم الصعوبة في ادارة هذه الموارد المائية المحدودة للشرب والطعام.
لكن اجتماعات الحديث عن النساء قليلا ما تتكلم عن مشكلات النساء ونقص الموارد المائية ولا عن مسؤولية النساء في تشجيع افراد العائلة من الذكور واحيانا المشاركة معهم في تناول القات الذي مع تزايد استهلاكه يتزايد النقص في الموارد المائية.
لذا نقول ان كثرة الاجتماعات في شهر مارس قد تؤدي الى النقاش بشأن الموارد المائية والنساء. وتواجه الامهات والآباء في المدن مشكلة القبول لبناتهم بالالتحاق بالجامعات بداية بسبب وسائل المواصلات وصعوباتها والمشكلات التي تلاقيها الفتيات في هذه المواصلات.
وبالرغم من ذلك فإن مشكلة المواصلات ليست موضوعا رئيسا للحوار والنقاش في تجمعات النساء. يسأل البعض لماذا يحدث ذلك؟ لماذا تغيب القضايا الرئيسة عن طاولة النقاش ويستمر الحديث عن حقوق النساء في بعض جوانب محدودة من دورة الحياة لهن؟
يقول البعض أن التكرار في التعامل مع قضايا النساء بشكل او بآخر سيوصل الجميع الى معالجة الدائم في مقابل الآني، والواقع في مقابل المتخيل، والثابت في مقابل المتغير.
ويقول البعض الآخر ان هناك تعمد لتهميش قضايا النساء الحقيقية عن طريق ابداء الاهتمام بالنساء وقضاياهن في المجال العام من الناحية الشكلية وليس الهدف تحقيق تغيير او تقدم حقيقي يؤثر على واقعهن الفعلي.
المهم أنه شهر لطيف نقول فيه لبعضنا ولمن يقبل كل عام والنساء بخير.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *