شرف خدمة المعتمرين والزوار
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. علي عثمان مليباري[/COLOR][/ALIGN]
منذ تأسيسها حرصت المملكة العربية السعودية على رفع راية لا إله إلا الله محمد رسول الله وحكمت شريعة الإسلام ديناً واتخذتها حياة ونهجاً، وجعل حكامها شرف خدمة الحرمين الشريفين وضيوفهما هدفاً وغاية، وبذلت في سبيل ذلك كل ما تملك من إمكانات مادية وطاقات بشرية من أجل تقديم أرقى الخدمات وتوفير كل ما يعين الحاج والمعتمر والزائر على أداء نسكه في راحة ويسر وطمأنينة.
ولا يكاد يمر عام إلا ويلحظ الحاج والمعتمر والزائر إنجازاً جديداً ويلمس قفزة ضخمة على مستوى الخدمات والبناء في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، فها هم المعتمرون والزوار يستفيدون في هذا الشهر الكريم وللمرة الأولى من توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله للمسجد الحرام والتي تمكن من استيعاب مائتي ألف مصل تقريباً بعد تهيئة بعض مصليات الدور الأرضي للحرم، فيما العمل جار على مدار الأربع والعشرين ساعة لاستكمال الأعمال الأخرى المتعلقة بهذه التوسعة التي تعد أكبر توسعة للحرم المكي الشريف.
وكذلك يستفيد زوار المسجد النبوي الشريف من المشروع العملاق لتظليل الساحات المحيطة بالمسجد، إضافة إلى وقوفهم على بدء مشروع التوسعة التي أمر بها مؤخراً الملك عبدالله للمسجد النبوي، كأكبر توسعة في تاريخه حيث سيتم توسعة الساحتين الشرقية والغربية للمسجد المبارك ليتمكن من استيعاب مليون و 600 ألف مصل، وبالتالي ستصل الطاقة الاستيعابية للمسجد النبوي إلى مليونين و 600 ألف مصل تقريباً.
خدمات كبيرة تقدم للمعتمرين وزوار الحرمين الشريفين في هذا الشهر الفضيل، ولما كانت العشر الأواخر منه هي أكثر الأيام كثافة من حيث الأعداد التي تتدفق على الحرم المكي الشريف طلباً للرحمة والمغفرة في هذه الأيام العظيمة والتي تضم ليلة القدر المباركة وهي ليلة خير من ألف شهر، تستمر التوجيهات من القيادة الرشيدة لجميع الأجهزة الحكومية والأهلية ذات العلاقة بأعمال العمرة على مضاعفة الجهد لاستقبال الأعداد البشرية الهائلة وتوفير جميع الخدمات لهم، لنيل رضا الله سبحانه وتعالى واستشعاراً لعظم الأمانة والمسؤولية التي تضطلع بها المملكة لخدمة أطهر بقاع العالم.
منظومة متكاملة من الخدمات تقدم لقوافل المعتمرين والزائرين الذين ينتشرون في دروب المدينتين المقدستين، وبرامج عمل وخطط تنفيذية يشرف على تطبيقها مئات وآلاف العناصر من مختلف الأجهزة المعنية، منهم الموظفون الرسميون والموسميون والعمالة المكلفة ويشاركهم أيضاً عدد كبير من المتطوعين الذين يعملون جنباً إلى جنب مع الأجهزة المعنية ضاربين بذلك مثلاً للقيم الاجتماعية السامية التي يملكها أفراد شعبنا النبيل، كل ذلك لكي يؤدي المعتمرون والزوار مناسكهم بكل يسر وسهولة، وينعموا بالأمن والأمان والطمأنينة، تجمعهم أخوة الإسلام، وتوحد بينهم غايات الفريضة، يستشعرون صدق الحفاوة وطيب المشاعر التي يستقبلهم بها قادة وأهل هذه البلاد الطاهرة التي شرفها الله بمنحة إلهية كريمة وهي خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وليس هناك أعظم وأرقى من ذلك.
التصنيف: