[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]سعد آل سالم[/COLOR][/ALIGN]

جميل أن نرى تنوعا في التيارات الفكرية في الوطن وحتما سنجني ثمار ذلك التنوع مع الوقت ونحن الآن نلامس نتائج إيجابية بهذا الخصوص فبعد أن سيطر صوت واحد على المجتمع طيلة الأعوام الماضية وسير المجتمع وفق أهوائه ورؤاه ولم نجن من ذلك إلا مزيدا من التخلف والفساد ليس القصد هنا فساد أصحاب تلك الأصوات ولكن لأن وطنا فسيحا كوطننا لا يمكن أن تفرض على أبنائه صوتا واحدا غير قادر على الإجابة عن تساؤلاته ولا ملبيا لرغباته الفكرية.
مؤخرا ظهر الصوت الليبرالي بقوة وكذلك تنوعت المدارس الفكرية الإسلامية فأصبح فيها أصوات معتدلة ووسطية ويخالفها أصوات متشددة وغيرها من المدارس الفكرية وهنا أصبح الوضع صحيا وارتفع الوعي لدى المواطن في كافة المجالات فمثلا لم يعد ذلك الصوت المتسمي باسم الإسلام والداعي للإرهاب بقادر على إقناع الأفراد بأن ما يقوم به من قتل وتفجير وإرهاب طريقا إلى الجنة وحور العين. وأصبح الفرد لا يسمع الفتوى إلا من أصحابها ومن المتخصصين في مجالها فلم يعد من هب ودب يمارس الإفتاء كيفما يشاء.مع كل هذه الأمور أصبح المجتمع واعيا ومع مرور الوقت سيصبح المجتمع ناضجا وقادرا على تسيير أموره بعيدا عن أية وصاية فكرية.
ولكن هناك في الطرف الليبرالي من يحاول أن ينتسب إلى هذا التيار وهو لا يفقه في أبجدياته شيئا سوى أنه أصبح مثل شبيحة الأسد القاتلة لأي فرد يخالف نظامه. فشبيحة الليبرالية هم أولئك الأشخاص الذين لا يحملون مشروعا تنويريا هادفا ودورهم مقتصر فقط على مهاجمة أي رجل دين أو ما يتعلق بالإسلام وكأن الليبرالية نشأت من أجل محاربة الدين صحيح. إن هذه الأصوات قليلة ولكنها موجودة وعلى أتباع التيار الليبرالي أن يتخلصوا من أصحابها وأن يسعوا لإبعادهم عن تمثيل الليبرالية إذا أرادوا الإستمرارية والنجاح في الوصول لأهدافهم الداعية للحرية واحترام الإنسان أيا كان توجهه والسعي لتحقيق العدل والمساواة بين الجميع والذي توافق حتما طبيعة مجتمعنا الإسلامي المحافظ.
لن يكون هناك تقدم ولا رقي لأي مجتمع في العالم إلا بتعدد التيارات الفكرية الواعية والتي يكون هدف القائمين عليها إنسانيا ووطنيا بحتا فلا يجب على أي تيار أن يحاول إقصاء من يخالفه الرأي بأي شكل من الأشكال بل يحاوره ويحترمه وحتما سيجده يتفق معه في نقاط مشتركة ويختلف معه بأخرى ولكن ليست داعية للقطيعة، فهل يدرك شبيحة التيارات الفكرية هذا الأمر؟!.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *