شاليط والحلقة المفقودة في دوائر الأمن

Avatar

سامي إبراهيم فودة

ما أنا بصدده في مقالي هو تسليط الضوء بشكل مهني وحيادي على حالة اختفاء الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط طوال خمس سنوات ونيف من الأسر وعجز وفشل المؤسسات الصهيونية بكل ما لديها من إمكانيات لمعرفة مكان وجوده… فبعيداً كل البعد عن المزايدة والنفخة . الكذابة والنقد الهدام من أجل النقد والتشنجات الشخصية والنفسية والتهريج والتجريح والسب والشتم والإساءة والتعصب للرأي والرأي الآخر والتحزب الفئوي المقيت الذي هتك نسيجنا الاجتماعي. فدعونا اليوم نقف مع أنفسنا ونخاطب عقولنا ونحكم ضمائرنا ونقول الحقيقة ولا نخجل منها بإعطاء كل ذي حق حقه من غير غلو ولا تقصير لهذا العمل البطولي والانجاز الوطني العظيم.. والذي تحقق بدماء الشهداء الأبرار الذين خضَبوا الأرض بدمائهم الزكية وبسواعد الشرفاء الأحرار الذين قاموا بتنفيذ هذا العملية البطولية من أبناء شعبنا الفلسطيني والذي توج وكلل عملهم بفضل الله أولاً ثم بفضلهم بإنجاح صفقة تبادل الأسرى والإفراج عن أسرانا البواسل الأنقياء من معتقلات وسجون العدو الهمجي الذي لا يفقه إلا لغة القوة وهي أسر الجنود.. فدعونا ننأى بأنفسنا عن هذه السلوكيات الانحطاطية…. والتي لا تمت بصلة لأخلاقنا وقيمنا الحميدة وديننا الإسلامي الحنيف وأن نكون موضوعيين في آرائنا.. فهذا العمل الفدائي بكل المقاييس مفخرة وعز وإباء لكل فلسطيني وعربي ينبض بحس هذا الوطن الجريح… قطاع غزة ليس جزيرة منعزلة عن شعوب العالم كما يعتقد البعض ويروج لذلك.. إن لم تكن هي من أكثر المدن سخونة ومواجهة للأحداث ومعقلاً للمقاومة الوطنية الفلسطينية في الشرق الأوسط… وذلك لقضاياها الهامة والمصيرية وخاصة على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي ولما لها من اهتمام في دائرة الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي. وبها يستتب الأمن والأمان ويعم فيها السلم والسلام والاستقرار ومن دونها وإخفاق حقوقها تشتعل الحروب ويحل الخراب والدمار والهلاك وتسال فيها الدماء أنهاراً.. والتاريخ شاهد على ذلك بأنها كانت ومازالت وعلى مر العصور مقبرة للغزاة الطامعين الطغاة، وأبنائها المغاوير الصناديد كانوا ومازالوا شوكة في حلق أعدائها.. إنها منطقة جغرافية منبسطة ومستطيلة ومكشوفة للصديق والعدو وليس فيها كهوف وجبال ووديان وأشجار كثيفة تكسوها كغيرها من البلدان التي تحميهم من ويلات الحروب فشعبنا ليس له إلا الله أولاً تم ساكنيها الصابرين المرابطين الثابتين على المحن والشدائد.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *