[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فاطمه خليل النزر [/COLOR][/ALIGN]

حين نتأمل عصرنا الحالي وما تمر به حياتنا اليومية من أحداث نستشعر بأن السمة الواضحة لعصرنا الحالي هي العنف وتتجسد صور العنف والعدوان في العديد من المظاهر والتي تطلعنا عليها الصحف يوميا سواء أكانت هذه الأحداث عالمية كالحروب والنزاعات أو محلية كالحرق والقتل والضرب والمشاجرات وتصادمات وخروج على النظام، وتسيب بعض الفئات واستهجان واستهتار للقيم والمعايير والموروثات الثقافية والاجتماعية والتباهي بثقافة الآخر، وإخفاق في الاتصال الإنساني في المحيط العائلي أو المحيط الاجتماعي ككل.
ومن ما لا شك فيه أن حالة العنف والعدوان أياً كانت أنواعها أو أشكالها وسماتها فهي تعبر عن حالة البثالوجيا الاجتماعية والنفسية والتي يعم وباؤها وينتشر في أنحاء كثيرة فلا غرابة من أن ينتقل إلينا بعد أن صار العالم بفعل العولمة الثقافية كالمنزل الواحد إن لم يكن كالغرفة الواحدة، نظرا لتلاشي المحددات والحدود الثقافية والاجتماعية.
ومن البديهي إن نقول إن سلوك العنف والعدوان يمثل تحدياً لواقعنا الثقافي وتاريخنا الحضاري، فكيف يكون التصدي لهذه السلوكيات وتبعاتها.
ولنحدد في بادئ الأمر طبيعة هذا السلوك بأنه سلوك اجتماعي المنشأ في أساسياته ومخرجاته الثقافية، وله العديد من التبعات والتأثيرات في حياتنا اليومية مما يفرض التصدي لهذا السلوك والمشاركة المجتمعية كأفراد جنبا إلى جنب ومؤسسات الدولة الرسمية وترسم الوصفة المناسبة لهويتنا البحرينية الأصيلة بعيداً عن أي محاولات لاستعارة نماذج أو محاكاة لما هو قائم في مجتمعات أو ثقافات أخرى.
إن خطورة هذا السلوك المرضي تتمثل في رفضه وتأثيره على مسار الرقي الحضاري. فهو سلوك رافض للتسامح المعيشي الذي تعودنا عليه في مملكتنا الحبيبة ومستهين بالآخرين ومنكر لحقوق المواطنين الآمنين في الأمن والاستقرار.
ويساهم في تشكيل هذا السلوك عدة عوامل نفسية واجتماعية أهمها في رأيي الشخصي الأسلوب التربوي في المعاملة الوالدية والتي تقوم على أساليب متشددة أو صائبة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *