[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]حسين عبد الله المالكي[/COLOR][/ALIGN]

تسهم التنشئة الخاطئة في تشكيل ملامح سلبية للشخصية قد تنمو مع الزمن لتصبح أعراضاً نفسية يصعب علاجها على المدى البعيد.. التنشئة تبدأ غالباً من مرحلة الطفولة وهي المرحلة الأهم لبناء الشخصية دينياً وفكرياً وثقافياً واجتماعياً ونفسياً فمتى ما كانت صحيحة كانت الشخصية سليمة وايجابية اما اذا خرجت عن مسارها الصحيح فإن ذلك سوف يظهر واضحا على كل جوانب الشخصية في سن متأخرة وربما احدث ضررا قد يكون من الصعب استدراكه ومعالجته.. أود هنا بعض الأمثلة على طرق التنشئة الخاطئة التي لقن بها الاطفال وتركت في نفوسهم مخاوف لا زالت تلازمهم حتى مرحلة الرجولة، منها تهديد الطفل باستدعاء رجل الأمن \” العسكري\” لأخذه إلى السجن وحبسه كي يرتدع عن اللعب مثلاً.. الطبيب، يستخدم \”كجرعة مسكنه\” لإزعاج الطفل مع أنه أحد صور الإنسانية التي يجب تلميعها في عيون الأطفال.. بعض الآباء يهدد طفله بالمدرسة فيصورها في نظره على أنها \”عقوبة\” لقفزة هنا أو صرخة هناك وسياط المدرس طبعاً هي آلة التنفيذ !! ترهيب الطفل بهكذا أساليب وتخويفه من نماذج تمثل الأمن والصحة والتعليم في تقديري أنها جناية لايجب السكوت عليها فمضارها لا تقتصر على الفرد بل تشمل المجتمع كله وهنا لابد من التدخل.. امتداداً لما سبق، هناك من يخاف من مجرد المرور امام بعض المهنيين كالنجار والحداد ومن المؤكد أن ذاكرته تختزن صورا مرعبة عن هذين النموذجين منذ الطفولة ولا تستغربوا نفور أحدهم من شراء اللحم خوفاً من ساطور الجزار!!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *