[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

** عندما كنا مجموعة من الزملاء (صحفيون ومندوبو وكالات سفر وسياحة) ننفذ برنامج اليوم الثالث من رحلتنا بالمملكة المغربية الأسبوع ما قبل الماضي، كانت اللحظة وقت ما بعد صلاة الظهر، وفي أحد الشوارع الشعبية في مدينة الجديدة (100 كم جنوب الدار البيضاء) كنا نسير على أقدامنا، تحت ضوء شمس لطيف فدرجة الحرارة 20 درجة مئوية (طقس مثالي للمشي) وفجأة لفت انتباهي اسم أحد الازقة، فقد كان موسوماً على لوحة زرقاء بكتابة بيضاء على ارتفاع نحو ثلاثة أمتار ونصف المتر تقريبا، كان الاسم هو (زنقة الاحسان) ومفردة (زنقة) هي التي لفتت انتباهي، ثم بعد حوالى عشر خطوات بدأت تلوح أمام عيني لوحة أخرى (زنقة…..) فلم أتردد من ادخالي يدي في جيبي لالتقط الكاميرا و(آخذ) لها صورة (لتلك اللوحة).
** وفي اللحظة ذاتها حضرت إلى ذاكرتي مقولة العقيد الليبي الشهيرة، عبارة (بيت بيت.. شارع شارع.. زنقة زنقة.. الخ) وهكذا يبدو أن دخول المغرب العربي (تونس – المغرب – الجزائر) تشارك (ليبيا) في كثير من المسميات واللهجة الدارجة.. فما نقول نحن عنه هنا في الجزيرة والخليج من كلمة (زقاق) وهو الممر الضيق بين المساكن، يقول عنه الاخوة (المغاربيون) زنقة.. مع إن زنقة وهي مفردة عامية يمكن أن تذهب في سياقها ودلالاتها إلى معنى آخر عندنا هنا في السعودية، وهي أن يكون الشخص في (ورطة) أية ورطة، مثل أن يكون جيبه خالٍ من الدراهم، فتراه (يميل) عليك قائلا: (تكفى.. أنا مزنوق) أو (أعيش.. زنقة) وبعد ذلك عليك أنت تتدبر حالك مع هذا صاحب الزنقة، فإما أن تعطيه سلفا (مبلغاً من المال) أو أن (تصرّفه) بطريقة أو بأخرى!!.
** والواقع انني خلال زيارتي القصيرة تلك إلى المغرب (مدينة الجديدة فقط) عشت أياماً ثلاثة وأنا لا استطيع حقيقة أن (اتفاهم) مع الناس هناك، لاختلاف اللهجة الدارجة بين هنا – عندنا – وبين هناك.. وكنت عندما اريد الخروج الى السوق مثلا اصطحب معي الاخ خليل النشمي، وهو شاب طموح من سكان المنطقة الشرقية، سبق له السفر – ربما كثيراً – الى المغرب، فكنت ألح عليه ليرافقني في رفقة بشكل عام لكن بالخصوص ليكون مترجماً لي، خاصة عند شرائي لبعض الحاجيات من الاسواق الشعبية.. ومما حاولت التقاطه من المفردات ومعانيها من هناك، انك إذا اردت ان تسأل عن ثمن سلعة تقول (ايش حال) يعني بكم هذه؟.. فإذا كان سعرها بتسعين، قلت له: لا – اعطنيها بسبعين، فيرد علي بكلمة (ما تسلكش) ومعناها المقابل في لهجتنا هنا – ما تخارج.. وكلمة حديقة يسمونها هناك (جردة) و(نبغى نتمشى) يعبرون عنها بعبارة (نبغي دويرّه).. واعطني مويه، يقولون عنها (عطني شربيه).. وهكذا..
** وخلال اقامتنا في منتجع (مازكان) وهو مكان زاره المشاهير وأقاموا فيه – طبقاً لما قالته لنا مديرة العلاقات العامة في المنتجع السيدة سومية من امثال خادم الحرمين الشريفين عبدالله، ورئيس الوزراء ا لبريطاني توني بلير.. وعدد من مشاهير الفن مثل إليسا، راغب علامة، الشاب خالد – مروان خوري، نعومي كامبل، ناعومي وانس، وكليفرز نجم برشلونة السابق، ويستعد المنتجع لاحتضان مؤتمر المرأة العالمي في 8 مارس 2012 القادم بحضور قد يصل الى الف شخصية من ناشطات حقوق المرأة حول العالم واستاذات الجامعات ومشاهير السيدات في السينما والادب والفنون.
** ومدينة الجديدة مشهورة بالخيول، حتى ان هناك من يقول انها عاصمة المغرب في الخيول، وفي شهر اكتوبر من كل عام تقيم الجديدة عرضاً كبيراً للخيول الاصيلة، اضافة الى لعبة الجولف التي يحضر لها سنوياً مشاهير اللعبة على ملعب الجولف التابع لمنتجع مازكان، وقد تجولنا فيه الاخ أكرم الاديمي، وهشام عارف، وضيف الله المطوع، وأنا.ز في جولة عامة سريعة، لكن رفيقنا هشام أراد – ربما – أن تكون له بصمة خاصة عليه عندما انسل وحيداً صباح اليوم الثاني ليمارس لعبة الجولف، التي لا ندري مدى اجادته لها.. ليعود لنا مزهواً بتلك (الانفرادة) من وراء ظهورنا، لكنه لم يسلم من لسعة الطقس البارد، ومع توعكه ظل يردد كثيراً كلمة دكتور/ مطلقاً ذلك اللقب الكبير على شخصي الضعيف طيلة الرحلة، واظنها فقط حالة من التفكير الجمعي فقط في حلم العثور على دكتور يداوي ما اصابه من برد.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *