زكاة الفطر نقدا أم طعاما ؟

• عمر آل عبد الله

في الليلتين الأخيرتين من شهر رمضان المبارك يجتهد المسلمون في تجهيز زكاة الفطر ,التي فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على كل مسلم ومسلمة كبيرا أوصغيرا حرا أو عبدا ,تمهيدا لإخراجها ليلة عيد الفطر او صبيحته ويختارون لذلك أفضل ما يجدون من طعام البلد الذي يختلف باختلاف أعراف الناس ومعيشتهم تأسيا بالتوجيه النبوي في إخراجها طعاما .
وعبر تاريخ المسلمين كانت تظهر تساؤلات حول إمكانية إخراج مقدار الزكاة نقدا بدلا من الطعام تيسيرا على الناس .
ونتج عن هذا التساؤل ثلاثة آراء فقهية كلها محل الاحترام والاجلال وكلها يسوغ العمل بها :
الاول : يحرم إخراجها نقودا ويوجب إخراجها طعاما كما وجه بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الثاني : يرى جواز اخراجها نقدا دون قيد او شرط (الأحناف ).
والثالث : يجيز إخراجها نقدا إذا دعت الحاجة إلى ذلك .
ومن مبررات جواز اخراجها نقدا ,عند من يجيز ذلك, أن النقد كان شبه معدوم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بل وحتى عهد قريب حيث كان الناس يتبايعون بالمقايضة لندرة النقد أما الآن وقد أفاء الله على الناس وكثر المال بأيديهم فقد اصبح في الامر فسحة.
كما أنه من الملاحظ في زماننا هذا أن الزكاة العينية (الطعام ) أصبحت تباع وتشترى عشرات المرات إذ الناس بحاجة للنقود أكثر من حاجتهم إلى الطعام وذلك لتعدد احتياجات الناس التي لم تعد محصورة في الاكل فقط . فتجد أن هذه الزكاة ما إن تقع في يد الفقير حتى يبيعها بثمن بخس أقل بكثير من قيمتها السوقية في نفس مكان استلامها وعلى سماسرة يحتكرون السوق وينشطون في اقتناص ما بأيدي هؤلاء فيصبح الفقير ضحية فلا هو بالذي أكل هذه الزكاة ولا هو بالذي باعها بثمنها الذي تستحقه.
ومن هنا نشأت الحاجة إلى رؤية واضحة حول كيفية اخراج زكاة الفطر تقوم على حرية الاختيار بين هذه البدائل رفعا للحرج ومنعا لاستغلال حاجة الفقراء للمال.
والمؤمل من جهات الافتاء التيسير على الناس بهذا الخصوص لأن هناك من العلماء الأجلاء من لا يزال يفتي بوجوب اخراج الزكاة طعاما مع أن الحال ما ذكر أعلاه. نسال الله ان يتقبل من المسلمين صلاتهم وصيامهم وزكاتهم انه سميع مجيب.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *