[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

.. توقفت طويلاً أمام حكاية ذلك الموظف في أحد منافذ المملكة البرية عندما كوفئ بمبلغ أسطوري، هو ريال وعشرون هللة \”جملة اعتراضية\” من أين أتوا بهذا الهلل؟! المهم هذه المكافأة كانت لكشفه عن قضية تهريب كمية كبيرة ـ أو حتى صغيرة ـ من المخدرات. هذه المكافأة \”العظيمة\” شلت تفكيري في تفسيرها، هل هذا المبلغ صحيح، أم أن هناك خطأ في كتابة \”الشيك\”، أم أن هناك تداخلاً بين الشيكات والاسماء فتغير الشيك والاسم؟ أسئلة كثيرة تواردت على خاطري وأنا أشاهد ذلك \”الرقم\” المكتوب أمامي \”ريال وعشرون هللة\”! لكن الذي قطع علي سلسلة تلك الأفكار هو تأكد من أن الرقم صحيح ومقصود به ذلك الموظف \”نفسه\” الذي أكد ذلك بتقديمه للاستقالة احتجاجا على هذه ـ المكرمة ـ غير العادية بكل المقاييس. ما هذا الذي حدث؟ وإن صحت القضية من أصلها فإن ذلك يحتاج إلى إعادة نظر سريعة فيما يقدم من مكافآت أو حتى أعطيات لأمثال هذا الموظف الذي عزت عليه نفسه فقدم استقالته من إدارة لا تقدر مدى أمانته التي تجلت في كشفه لتلك الحالة. ويا ليتها اكتفت بخطاب شكر يقدم له على إخلاصه في عمله وقدرته على تصيد أولئك الذين يحاولون الإضرار بمجتمعه وكشفهم قبل إدخال تلك السموم إلى الوطن، ولكان ذلك برداً وسلاماً على قلبه بل وعلى قلوبنا جميعاً. إن الريال والعشرين هللة سيظل رقماً فريداً في سلسلة المكافآت حتى يحصل تصحيح لهذا \”المبلغ العجيب\” ويعاد الموظف إلى عمله مكرماً معززاً ليكون مثالاً لزملائه الذين يعملون معه في ذات العمل ويتحملون نفس المسؤولية التي تحملها بكل أمانة وجدارة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *