رمضان .. في أجواء مكة المكرمة

• خالد محمد الحسيني

استطيع ان اقول ان شهر رمضان في مكة المكرمة “غير” سواء لأهل مكة او من يصوم فيها من غير اهلها.. اتحدث عن مظاهر رمضان قبل اكثر من نصف قرن وان كتب غيري كثيراً عن رمضان في العاصمة المقدسة لكن يظل شريط الذكريات متخما بالشيء الكثير عن الصورة الجميلة التي كان عليها رمضان قبل نصف قرن وهناك من يتحدث عن ما قبل هذه السنوات..
أتذكر اجواء رمضان والعيد التي لا نجد اليوم الا بعضاً منها وكأنها ذهبت ولن تعود!! اتذكر صباح رمضان و”عصرية” رمضان الجميلة ونحن نستعد للزيارة اليومية للسوق الاشهر في مكة المكرمة “سوق المعلا” بحكم قربه من مكان حارتنا الجميلة “الجميزة” وان كان هناك سوق في المعابدة او نهاية الجميزة انتهى قبل ثلاث اعوام فقط.. لكن سوق المعلا او “الحلقة” السوق الكبير الذي يعمل على مدار الساعة طوال العام وفي رمضان تجد فيه كل شيء – فول العم احمد حجازي الذي لا يضاهيه أي فول وعيش الحب من المخبز الشهير “الغربي” وشريك وكعك “العزب” بنوعيه – الصواني – و”الحجر” وقبل سنوات طويلة كان العم “طاهر حناوي” والعم محمد القره لهما مباسط فول عند مدخل برحة الرشيدي على الشارع العام والذي يقع فيه مخبز العم “احمد ردنة” رحمهم الله جميعا .. رحلة يومية جميلة يحفها الحب والود والتحايا من الجميع اذ كل “الباعة” من ابناء الوطن.. ثم بعد سنوات بدأ فول “بن عفيف” هذه الساعات الاخيرة قبل الافطار تكون الوالدة رحمها الله قد انتهت من اعداد الاطباق الرمضانية وفي مقدمتها “الشربة” و”السمبوسك” والسلطات المختلفة وتلتقي الاسرة على مائدة الافطار واطباق “الحلى” المختلفة “سقدانة” و”مهلبية” وغيرها. “صناعة واعداد محلي” اليوم ربما تجد هذه الاصناف لكن بغير تلك الاجواء الجميلة البديعة التي لازلنا نتذكرها.. وهناك رحلة ما قبل العشاء مع الوالد رحمه الله الى المسجد الحرام لاداء صلاتي العشاء والتراويح تلك الفترة كانت بعض الاسر يُخصص لهم اماكن مفروشة بسجاد وامامها “دوارق زمزم” بقيمة تعطى لبعض العاملين في هذه الخدمة ايام “الحصوة” قبل ازالتها وتغطيتها بالرخام كان بإمكاننا ايقاف السيارة امام باب الحرم من جهة الغزة دون ازدحام او مشاكل في السير .. وتلك الفترة ايضا كان الناس وبنسبة كبيرة يخلدون للنوم بأقصى حد الساعة الحادية عشرة او قبلها للقيام لتناول طعام “السحور” واداء صلاة الفجر والنوم لساعات والقيام للعمل او للمدارس وكان “السهر” في رمضان في الحي او امام البيوت .. ومن المناظر الجميلة تلك الفترة والتي كنت اراها امام منزلنا “براميل الزمزم” سُقيا للناس او ما يكتب عليه “سبيل”.سقا الله ايامنا الجميلة.
آخر الكلام
كان مقالي الثلاثاء الماضي حول “مرض الكبد” وفايروس “سي” ومطالبة الصحة بتشكيل فريق لزيارة المناطق للوقوف على الاصابات وفي نفس اليوم نشرت صحيفة المدينة على صفحتها الأخيرة خبراً عن اكتشاف 5911 سيدة مصابة بالالتهاب الكبدي وحاملات للفيروس وهو ما تحدث به نائب الناطق الاعلامي بصحة عسير .. إذن هذه منطقة او جزء من منطقة فيها حوالي ستة الاف مصابة فكم سيكون العدد في باقي المناطق؟!
وقفة
غداً او بعد غد يحل علينا شهر رمضان المبارك اسأل الله ان نكون في خير وسلام واطمئنان..نعود اليكم بإذن الله بعد عيد الفطر
.كل عام وانتم بخير.

التصنيف:

One Response

  1. شكرا اخي خالد لاعادة شريط الذكريات للماضي الجميل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *