رصيدك من العلاقات الإنسانية

Avatar

[COLOR=blue]د.تهاني سعيد الحضرمي [/COLOR]

تعد النفس البشرية كتلة من المشاعر الإنسانية التي تسمو بها الذات حيث العلاقات الإنسانية التي تربط بين الناس، فالأحاسيس رصيد مهم لا يمكننا الاستمرار بدونه فهي جواز المرور عبر بوابة الثقة التي نمنحها للآخرين من خلال تعاملاتنا معهم ، بل قد تمثل الرصيد العاطفي في بنك المشاعر الذي يودع المبادئ والقيم والأخلاق حيث الحب والاحترام والشكر والعرفان والتقدير والوفاء بالوعود و الالتزام بالعهود.
وكلما ازداد هذا الرصيد ازدادت أواصر التآلف والرقي في العلاقات التي نبنيها مع المحيطين بنا لنعيش في بستان الحياة وسط أزاهير الأمل التي تجعل القلب يخفق فرحاً دون التفكير في الآلام والأحزان وسوء تقدير الأمور أو حتى الحرمان ..
لكن في بعض الأحيـان تأتي الأخطـاء التي لا نعيرها اهتمامنا لكنها تفقدنـا الـسيطرة على الأعصاب وتـؤدي إلى خفض حجم الـثقــة في نفوس من أخطأنـا بحقهم ليكون الاعتذار أول أدوات تعـزيـز العلاقــات لأن التغيير يبدأ مـن الـتـأثير باعتبــار الإســاءة مهما كانت صغيرة فهي تسبب إيـذاء للمشاعر وتدهور الإحساس ولا تمحو تراكماتها وظلام لياليهــا سوى الـكلمــة الـطيبـــة والابتسامــة الصادقـة التي تضيء سماءهـا وتسطع أشعة بهائها في الأعماق بكل شفافية ..
يقول أحد خبراء العلاقات الإنسانية ( عندما تتعامل مع الناس فإن الأشياء الصغيرة تعني لهم الكثير ذات مرة جاءني طالب في نهاية الفصل الدراسي وقال لي بعد أن أثنى على المادة التي قدمتها.. أنت خبير في العلاقات الإنسانية ومع ذلك لا تعرف اسمي وقد كان محقاً شعرت بالاستياء وبالخجل وبأنني قد نلت ما أستحقه! إن قدراً ضئيلاً من اللباقة واللطف عندما يمارس بشكل مستمر يؤدي إلى مكاسب عظيمة )
إن هنـاك بعض المهارات إذا استطـاع الإنســان إتقانهـا فإنه يمتلك أحد أهـــم مفـاتيـــح السعادة عن طريق التواصل مع البشر بــأجمل معــاني المحبــــة والإخلاص .. فكلمـــا سما الإنسان بعواطفه ارتقى إلى مصاف السعداء بعطائهم حيث إدارة الــذات بطريقـة ذكيـــة يتمكن بهـا الـمرء مــن احتواء الآخرين مما يبعث إلى نبضات فؤاده بريق المودة والاطمئنان حينما يحتاج إليه ..
ذلك هو الرصيد الحقيقي الذي نمتلكه في بنك المشاعر تجاه علاقاتنا الإنسانية ..

العنوان البريدي : مكة المكرمة
ص. ب 30274
الرمز البريدي : 21955
البريد الالكتروني [email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *