رد التحية من الطير الأخضر

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. رؤوفة حسن [/COLOR][/ALIGN]

في الاسبوع قبل الماضي حدث خطأ غير معلوم أدى الى غياب مقالي عن هذه الزاوية ولكن رئيس التحرير الحريص على استمرار المحبرة اليمنية الناهلة من محبرته كتب موضوعا جميلا تحت نفس الزاوية وجهه كتحية الى اليمن، فصار الغياب حضورا أقوى.
من ناحية قصد رئيس التحرير استمرار الزاوية وثبات وجودها الأسبوعي في الصحيفة حتى لو غابت صاحبتها، ومن ناحية ثانية التأكيد على أن هذه الزاوية ليست فقط لكاتبة من الكتاب، بل نافذة على بلاد قريبة من البلاد.
ولأن الصحيفة لم تقدم أي تفسير لقيام رئيس التحرير بالكتابة في هذه الزاوية الأسبوع قبل الماضي، فقد رأيت أن أرد التحية لصاحبها، فأنا أيضا لا أكتب فقط زاوية في صحيفة البلاد، بل من اليمن أخاطب الأحبة في هذه البلاد.
ففي هذا الزمن، بدأت الأواصر القديمة التي كانت تعود، ليس فقط بفعل القرب المكاني واللغوي والتاريخي والمصير الواحد، بل أيضا بفعل التقارب التكنولوجي والعولمي، والوقوع داخل مؤثرات دولية متشابكة واحدة، التى جعلت أصواتنا واحدة وتقاربنا وفهمنا لبعضنا البعض ضرورة بقاء وحياة.
العلاقات الانسانية بين الشعبين تزداد عمقا كلما تزايد الفهم بين ابنائها وخرجنا من بوتقة الصور النمطية التي تحد من الفهم الحقيقي لبعضنا البعض.
الطير الأخضر:
يغني اليمنيون للطائر الأخضر وكلما اخضر لونه حوله. وهي كلمة يستخدمونها للعب على معاني متعددة. ففي لحظة يكون اللون الأخضر الذي نعرفه هو لون الزرع والطبيعة الغناء عندما يسقيها المطر.
وفي لحظة أخرى هي لون المحبوب الذي يوصف بالخضار رغم أن المقصود به أسمر. وفي معظم الحالات فإن الأغاني تخاطب الطير بشكل رمزي كخطاب موجه الى شخص محدد. ولهذا تبدأ الأغنية بالقول \”ألا ياطير يالأخضر وأين القاك الليلة، ألا ماباك توعدني وتنسى وعدك الليلة\”.
وهكذا يتداخل الرمز مع اللون ومع الطائر ليمثل حالة نفسية واجتماعية يعبر فيها الناس عن مشاعرهم بالرموز غير المباشرة، أدبا وتهذبا وانعكاسا لحالة اجتماعية.
وفي اليمن كما في غيرها من المناطق العربية تعبر الموسيقى والشعر عن حالة الوجدان بكل ما تحمله المؤثرات الاجتماعية المحيطة.
فالناس دوما يجدون لغة خالصة لقول ما يرغبون عبر الأدب وتنوعاته والفنون وتجلياتها. وكثير من الأغاني الشعبية اليمنية وجدت لنفسها مكانا في الساحة العربية وخاصة في المملكة لأنها عبرت بصدق عن مشاعر متشابهة ورؤى متقاربة.
وقد كانت المحبرة التي نهلت من شعر الأديب اليمني الكبير عبد العزيز المقالح، تستمد من الذاكرة مخزونا من المودة والتفاصيل اليومية ما يتجاوز مجرد مهاجر عجوز يحمل على كتفيه ما يفوق حمل قوة، وآخر يسير داخل بلاده في طريق متشابهة الملامح.
اليمن والسعودية ذاكرة متعددة الوجوه لماض يختلط بالحاضر ويتشابك احيانا ليصبح واحدا، منذ نصرة نبي الله محمد وحتى محاولة رسم مكان في خارطة العولمة.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *