ذاكرة المهنة التي فقدناها

• علي محمد الحسون

علي محمد الحسون

** خلصت من مطالعة الكتاب الوثائقي (ذاكرة المهنة) والذي أصدرته الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف – وهم المطوفون – الوكلاء – الأدلاء بالمدينة المنورة – والزمازمة وهو كتاب غني بكثير من المعلومات التي غابت عن الكثيرين فيما كان يقدمه المطوف والدليل لحجاجه وتلك العلاقة الملتصقة بينهما، وكان المطوف أو الدليل تربطه بـ (الحاج) رابطة غاية في الحميمية حتى تكاد تتلاشى بينهما حدود العمل إلى العلاقة الشخصية، وقد أعجبني توصيف لأحدهم لتلك العلاقة التي كانت والتي أصبحت عليها اليوم، حيث قال: الآن العلاقة بين الدليل والحاج، وبين الحاج والمطوف مثل علاقة الإنسان بباقة الزهور – البلاستيكية فهي ذات جمال وإبهار – لكن لا رائحة فيها بينما كانت في السابق – صحيح كانت الباقة غير منسقة ذلك التنسيق المبهر لكنها كانت ذات رائحة فواحة وحميمية أيضاً.
الآن – الدليل – بل والمطوف يتعامل كل منهما مع جواز وليس مع إنسان فهو يشاهد الجواز عند القدوم وعند المغادرة ، لكنه لا يعرف صاحب ذلك الجواز أبداً وتلك خسارة.
على أية حال إن كتاب ذاكرة المهنة أعاد إلى الذاكرة كثيراً من الصور التي افتقدناها مع الأسف..

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *