[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد تاج سلامه[/COLOR][/ALIGN]

رحم الله زماناً كنا نقف فيه أمام أساتذتنا ومشايخنا في مدرسة الفلاح مطأطئين نظرنا إلى الأرض أكثر من نظرنا إلى السماء لا خوفاً ولا رهبة بل احتراماً وتقديراً.
ولم نكن نألف المعاكسة ولم نتعلَّم التشدق بالكلام ولم نرفع يداً أو صوتاً على من هو أكبر منا سناً.
لم يكن ذلك ديدننا في ردهات الدرسة ولا خارجها في الحي.. عندما نرى أحد أساتذنا الأجلاء نُحس بالخجل فنهرع لنختبئ في أقرب دهليز! لم تكن هناك ملاهٍ أو نظيراتها من ضروب اللهو البريء من تلفزيونات وفيديوهات وكمبيوتر وغير ذلك.
كنا رغم حداثة أعمارنا نعرف كيف ننظم وقتنا بين المذاكرة والراحة وكنا نفرق بين الخطأ والصواب في العمل والتعامل فلا غرو فقد اكتملت لنا كل مقدمات التربية السليمة من أم متفرغة لمنزلها وتربية أولادها.. وأب يرى في ابنه حصاد عمره فيمنحه كل الرعاية والحب.. وشببنا عن كل الطوق ونما كل ذلك في ذواتنا واختزنته ذاكرتنا ليترجم إلى أعمال تراعي الله في كل شيء.. ولا أرى في كلامي هذا شيئاً من تزكية النفس.. ولكني أقول الحقيقة.. ولا شيء سواها!
إن هناك عوامل نمو سيولوجية وتأثيرات تنعكس على مرآة شعورنا الذي شكل شخصياتنا وأفرزت منا عقليات مميزة قادرة على العطاء ترمز لابن الحارة البسيط.. إنها الاخلاق والقيم وجمال التضحية وتألق الذات.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *