أليس في قرآننا الذي نتلوه ليلا ونهارا “ان اكرمكم عند الله اتقاكم ”
الم يخبرنا سيد البشر ونبينا عليه الصلاة والسلام ” كلكم لادم وادم من تراب ” ولافضل لعربي على اعجمي إلا بالتقوى ”
الم نسمع كلمةَ الفاروق الشهيرة (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً).
ان هذه هي عقيدتنا ومبادئنا وقيمنا التي تدعو الى الوحدة والمحبة والمساواة ونبذ الفرقة والعنصرية بين افراد المجتمع المسلم الواحد بل والأمة الاسلامية كلها فكانت تلك المبادئ سببا من اسباب قوة المجتمع المسلم وصلابة اساسه ومتانته وتماسكه.
وحين تعمقت تلك المبادىء والقيم السامية في قلوب وعقول المسلمين تفجرت صور الابداع ومظاهر القوة والقيادة والسيادة والانجاز بين جميع فئات المجتمع دون تمييز ولاتفرقة فوصل عبد حبشي اسمه بلال لمرتبة السيادة في دولته وبين مواطنيه بل وأصبح هذا الحبشي من الخالدين في أمته وامتد ذكره لأكثر من ألف سنة وليس ذلك فحسب بل وتعدى ذلك حتى وصل إلى مراتب عظيمة ليدخل الجنة قبل سيد البشر وخاتم الانبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم “يا بلال بم سبقتني إلى الجنة؟ ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي ”
وكاد أن يكون العبد الرقيق سالم مولى ابوحذيفة الخليفة الثالث للدولة بعد عمر ( لو كان سالما حيا لوليته الأمر من بعدي ) . وأصبح عطاء الأسود الأعمى الأشل الأعرج العبد لامرأة من أهل مكة عالم الدنيا في زمانه حتى قيل عنه في زمانه لا يفتي إلا عطاء.
والتاريخ الاسلامي ملئ بالكثير من الرجال الذين كافحوا وجاهدوا لينطلقوا من العبودية والرق إلى قمة الريادة والعظمة وقيادة دولهم فالظاهر بيبرس أخذ من بلاده وهو صغير وبيع بالشام، فنشأ وتربى كمملوك وآلت ملكيته للسلطان الصالح نجم الدين أيوب فأظهر بيبرس في خدمته همة وشجاعة ميزته بين أقرانه، حتى أصبح من كبار القادة المماليك وتمكن من سحق التتار في معركة “عين جالوت” ثم تولى حكم مصر عقب مقتل قطز.
والأخشيدي دخل مصر مقيدا بالحديد وهو عبد ثم ما لبث أن حكم مصر في عهد المماليك.
عجبا اذن فان كانت تلك عقيدتنا وهذا تاريخنا فمن اين جاءت الدعوات والمقالات التي ظهرت مؤخرا في منتدياتنا الاعلامية وقنوات التواصل الاجتماعي والتي تدعو للفرقة على اساس اللون و العرق والاصل والفصل والنسب. والغريب العجيب ان هذه الدعوات الخبيثة تأتي في الوقت الذي كنا نحتاج فيه لوحدة الصف امام الطغيان الفارسي الذي طغى وانتشر بين الدول العربية والإسلامية وفي الوقت الذي كنا بحاجة فيه للمحافظة على لحمة المجتمع وخصوصا اننا نواجه حربا ضد الحوثيين في اليمن .
اننا بحاجة فعلا لمحاربة طغيان العنصرية والتفرقة الذي بدا ينتشر في المجتمع من البعض بل ربما نحتاج لعاصفة حزم تقتلع هذا الطغيان من جذوره وتضرب بيد من حديد من يطنطن ويعزف على هذا الوتر لتفريق المجتمع ونشر الفرقة والحقد بين أطياف المجتمع حتى لاينتشر بين المجتمع ولكي يبقى المجتمع السعودي مجتمعا متماسكا متحدا صفا واحدا تجمعه اواصر المحبة والمودة تحت مظلة الاسلام .
3903 جدة- 22246 – 6624

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *