[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]حسين عبد الله المالكي[/COLOR][/ALIGN]

أود الإشارة قبل البدء إلى دور الداعية الهام وإلى اثره الطيب في المجتمع وتأثيره في التصدي للفكر الوافد وقدرته على إيقاظ العقول وتحريك القلوب وخلاصة إشارتي هذه تنتهي إلى أن الداعية عنصر فاعل ومؤثر نتمنى أن لا نفقد صوته \”وصوابه\” وأن لايفقده هو أو يخرج عنه .. في الآونة الأخيرة خرج إلينا عبر بوابة الفضائيات بعض الدعاة وبخاصة في شهر رمضان المبارك ما جعلني اتساءل حول غيابهم بقية السنة علما بأن ليس هناك وقت محدد للدعوة .. اولئك الدعاة \”هداهم الله\” يتجاوزون المضمون الدعوي والوعظي إلى الفتوى وهنا الخطر وأقول خطراً للتعارض الواضح في فتوى بعضهم مع الآخر ما أدى بالكثير من المتلقين والمتابعين إلى التيه والحيرة، فهذا يحرم أمراً وذاك يجيزه وآخر يكرهه ويأتي آخر يستحبه ثم يخرج من يخالفهم فيدخل المتابعون في دوامة من الالتباس والتوهان جراء هذه الافرازات الفردية خاصد الاميين وقليلي العمل والمعرفة منهم وهنا تزداد درجة الخطورة.
المدقق في الشريط التعريفي بهؤلاء الدعاء يلاحظ هذه الجملة \”الداعية الإسلامي المعروف\” ولا أعلم كيف صار معروفاً وظهوره مقصور على شهر واحد من السنة فضلا عن \”مزاحمة\” الكثيرين له من \”المعروفين\” في ذات المدة وربما ذات القناة؟ المعلوم أن اختلاف \”العلماء\” رحمة وأسأل: بماذا يسمى اختلاف هذا النوع من الدعاة الذين يطرقون أبواب الفتوى دون تردد ودون إجازة؟ هل اختلافهم ايضا رحمة؟ في نظري انهم لايرقون لمستوى العلماء المتبصرين في أمور الدين بدليل تجرؤهم على الفتوى في بعض المسائل التي حسمها الشرع واكد عليها \”العلماء\” المتعمقون في المسائل الشرعية ولا اقول لقلة علمهم حتى لا أقع \”في حرج\” أمام وهن إدراكي ومعرفتي لما يقدمونه لنا في شهر واحد فقط !! أخيراً وقبل أن أتوجه إلى الله بالدعاء لأولئك الوعاظ بأن يلهمهم الصواب.
أتمنى على جهات الافتاء في الدول الإسلامية الالتفات إلى هذا \”الخروج الموقوت\” لأؤلئك الوعاظ وطرحهم وإلى أهليتهم من عدمها كما أتمنى منهم الإفادة عن مسمى الداعية وصحته مع العلم بأننا جميعاً متلقون \”ودعاة\” ندين بدين واحد هو الإسلام ولله الحمد والله الموفق.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *