للحروبِ، خاصةً عصرَنا، مكاسبُ محدودةٌ وخسائرُ أكثرُ وضوحاً.
الخسائر عادةً عسكريةٌ وسياسيةٌ. فالعسكريةُ مُعدَّاتٌ كطائراتٍ و خلافِها، و لا تساوي شيئاً مقابل الخسائر السياسية التي تعصفُ بهيْبةِ الدولة و قيادتِها خاصةً إِنْ كانت دولةً عظمى.
دخلتْ روسيا حرباً عدوانيةً مباشرةً في سوريا قبل شهر، فإذا بطائرتيْن تُسقَطان لها في بلديْن لا تستطيع مواجهتَهُما إلّا بوقفِ سُيّاحها. أُولاهُمَا مدنيّة بيدِ إرهاب في مصر و ثانية حربيّة بإسقاطٍ تركيٍ مُتعمَّد.
خسائرُ سياسيةٌ بامتيازٍ وتَسارع.
ولو تحمّلتْ موسكو فاتورةَ عدوانِها لكانتْ فداحتُها الإقتصاديةُ كارثيّةً، لكن الموجع أن الفاتورةَ يدفعها طرفٌ عربيٌّ زَجَّ أو زُجَّ به في أتونِ شررٍ متطايرٍ سيُصيبُ الجميعَ، كُلّاً بقدرِ تَوَغُّلِه.
مكسبُها الوحيد إنقاذُها نظامَ بشار من إنهيارٍ مفاجئ. لكن ضحَّتْ في محرابه بهيْبتِها و صداقاتها الإقليمية باستثناء إيران.
فهل يستحق تضحيةً ما تزالُ أبوابُ خسائرها مفتوحةً و يصعبُ تعويضُها إِلَّا بعد زمنٍ طويل.؟.

التصنيف:

One Response

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *