حينما يبكى الرجال
ليست كل الدموع حقيقية ، فأحياناً تبكى النساء بكاء يحمل الكثير من الزيف والكذب ولكن الدموع الحقيقية هى التى تكون صادرة من الرجل لأنها ليست نادرة وحسب بل تكون بعد رحلة شاقة وطويلة من التحمل والألم
دموع الرجل صادقة لأنه لا يبكى دائماً عكس المرأة العاطفية الحساسة التى تبكيها أقل التفاصيل ، الرجل بطبيعته قوى وقد يكون أقسى قليلاً من المرأة حتى فى لحظات الوفاة نجد الرجال متماسكين عكس النساء ، من السهل أن تبكى المرأة على أى موقف أو تفتعل البكاء لكسب عطف من حولها خاصة الرجل ولكن حينما يبكى الرجل تكون دموع حقيقية لأنه نادراً ما يبكى ، وما يثبت ذلك أننا حينما نجد رجل يبكى بكثرة يصبح محط أنظار الجميع ويتهمه الكثير بأنه شخص غير طبيعى أو مبالغ فى تصرفاته وغريب الأطوار ويتقلد بالنساء ولا يصلح أن يتحمل المسؤولية لأن الرجل مسؤول والمسؤول لا يبكى بل يتماسك لأجل كل من حوله فهو القدوة وربان السفينة ، حينما يبكى الرجل يكون وصل لأقصى مراحل الضعف والعجز فهو فقد السيطرة على مشاعره وعقله فلا يجب أن نلوم الرجل على دموعه الصادقة أو نتهمه بالضعف أو الفشل أو الكذب فهو ليس مضطر للبكاء حتى نصدقه أو يصل لنا رسالة تحمل أنه يعانى من الكثير من الألم فرفقاً بدموع الرجال أعزائى ولا تتهاونوا بها أو تتعاملوا معها بنوع من السخرية فالتعبير عن الإحساس عند الرجال قد يترجم فى ألف صورة غير البكاء ولكنه عندما يبكى يكون بالفعل صادق فيما يعنيه ويقوله ويريد إيصاله ، فيجب إحترام حالته النفسية التى يمر بها وتقدير حجم الأزمة التى يعانى منها فالرجال تكتم مشاعرها لأكبر وقت ممكن عكس النساء الذين سريعاً ما يتنفسن ويعبرن عن غضبهن أو حزنهن بالبكاء حتى ولو على أتفه الأسباب ، هناك الكثير من المواقف تحتم على الرجل أن يكون قوى لأن تماسكه وقوته هى التى تخفف من حجم الأزمة على المحيطين به فهو مصدر الأمان والقوة وبكائه قد يفسره البعض بأنه نوع من أنواع الضعف مما يجعلهم أمام شبح الخوف والضياع وهو أمر خطأ تماماً فالرجل يبكى حينما يصل إلى مرحلة شاقة من التحمل وكتمان مشاعره وهو من الأساس لا يحب أن يرى أحد دموعه التى تكون نادرة للغاية ولكنه ليس عاجز عن الحل أو إخراج نفسه ومن حوله من الأزمة هو فقط أراد أن يعبر عن إحساسه ليس أكثر
التصنيف: