حماية المستهلك والرقابة المطلوبة
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم مصطفى شلبي [/COLOR][/ALIGN]
رسالة إلكترونية بعثها لي قارئ كريم وبها ثلاثة مقاطع فيديو تشمئز منها النفوس وتقشعر لها الأبدان زعم انها تحدث في مجتمعنا وفي أسواقنا دون وازع ديني أو رادع أخلاقي وتضع ألف علامة استفهام أمام الجهات الرقابية المختصة كحماية المستهلك والصحة والشؤون البلدية بل وأمام كل مواطن يشاهد هذه الممارسات ويلزم الصمت فالساكت عن الحق شيطان أخرس
المشهد الأول ويحتاج الى تحقق اكيد : مجموعة من رؤوس الحمير المقطعة قيل انها وجدت ملقاة خلف أحد المطاعم على أحد الخطوط السريعة وقد غطت هذه الحادثة الصحافة المحلية لدينا
أما الصورة الثانية فهي أيضا لمجموعة من العمال البنغاليين وهم يقومون بذبح وسلخ حمار معلق من أطرافه أكرمكم الله وبجانبهم جمع من المواطنين وتظهر خلفية أصوات لبعض من حضروا هذه الواقعة ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا لم يقوموا بالإبلاغ عن هذه الحادثة الشنيعة اذا ثبت حدوثها.
أما المشهد الثالث : فهو لأحد المحلات في سوق اللحوم بجدة ويظهر في الصورة إحدى القطط وهي تقوم بنهش أحشاء الخرفان من كبد وكلاوي وخلافه في غياب صاحب المحل وأقدم هذه الصور لمن يطلبها من أصحاب الشأن والإختصاص
إن مثل هذه المخالفات يجب ألاتمر دون عقاب ناهيك عمايقوم به بعض الجزارين من خلط اللحوم وطمس الأختام التي تضعها الجهات البلدية عليها فيختلط اللحم الطازج باللحم المجمد كما تختلط اللحوم المحلية باللحوم المستوردة في غش تجاري واضح دون رادع
ومنذ أن أوكلنا إلى العمالة الوافدة كل أمورنا من مأكل ومشرب وملبس تلك العمالة صاحبة الضمائر المفقودة فإننا لن نطمئن على ما نأكل ونشرب وهنا حدث ولاحرج من الممارسات مأكولات منتهية الصلاحية وزيوت مسرطنة تستعمل لعشرات المرات مواد فاسدة ومعطوبة ومشروبات غير معقمة وملوثة بكل أنواع الميكروبات وخصوصا في المشروبات الشعبية كالسوبيا والتمر هندي وخلافه تلك المشروبات التي تستخدم على نطاق شعبي واسع وإذا أردنا التوسع في هذا الموضوع فإننا سنتطرق إلى الغش التجاري للواردات بشتى أنواعها الضرورية والكمالية المخالفة للمواصفات والمقاييس السعودية لأن مختبرات وزارة التجارة ووزارة الزراعة وغيرها من القطاعات لاتستطيع السيطرة رقابيا على كل ما يصدر إلى بلادنا وهذه المختبرات عندما تقوم بتحليل المواد فإنها تنتقيها عشوائيا وقد لاتجد المخالفة في المواد المنتقاة للتحليل مصادفة
ولقد أثبتت منظمة الأغذية العالمية (الفاو) أن ربع الأغذية المصدرة للعالم فاسدة وملوثة بالجراثيم والفطريات كما أن الجزء الأكبر يتلف أثناء عملية التخزين الغير صحية في الدول المستوردة وخصوصا المواد الزراعية المستخدم بها الأسمدة الكيماوية ومبيدات الحشرات المحضور إستخدامها للإستهلاك الآدمي ولعل واقعة حليب الأطفال الصيني خير شاهد على مانقول حيث ذهب آلاف الأطفال قتلا نتيجة لخلط بودرة الميلامين الرخيصة الثمن مع الحليب هذه الواقعة التي أحدثت ردود أفعال قوية في العالم وقد ذكر لي أحد الأصدقاء من دولة عربية أنهم وجدوا بعض أنواع حليب البودرة مخلوطة بمادة الإسمنت الأبيض وبودرة السيراميك فأي جرم ترتكبه مصانع الأغذية في العالم من أجل الثراء السريع على حساب صحتنا وصحة أطفالنا ؟
وفي هذا المقام أقترح تكوين لجنة أصدقاء الصحة في كل مدينة مكونة من بعض المتطوعين من المواطنين وكشافة المدارس الثانوية والجامعية لمراقبة الأسواق على شكل ورديات ورصد المخالفات التي تحدث في أسواقنا ومتاجرنا لمساعدة عمد المحلات ومشايخ طوائف المهن كالجزارة والفرانة والطباخين
وقفة :قال تعالى في محكم التنزيل بعد بسم الله الرحمن الرحيم
(\” ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب \”)
(\”ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا \”)
(\”ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا \”)
[email protected]
التصنيف: