كلما ارتفع المستوى الأخلاقي، والقيم، والقدرة على التأثير من أحد أفراد المجتمع فإنه يكون مديراً مُقدّراً .. ومثلاً للآخرين .. يُستمع إليه .. وتُقبل منه التوجيهات .. وتحترم نصائحه .. ويرى نفسه واثقاً ولايحتاج إلى مدراء آخرين مع كفاءته التي قد توصل القدرة لديه إلى حماية نفسه ومصالحه ..
كما أن قبول الآخرين للمدراء الفاسدين يعتبر لغزاً احتار فيه علماء النفس .. بتحليل الأخلاق والانجاز الذي يشوبه التغني بهالات من الثناء والاقناع ..
واتضح أن المفاهيم الخاطئة قد امتلأت بها عقول اتباعهم من النفوس المريضة الضعيفة ..
لذا فإن في المجتمعات الحالية .. اخفقت كل المقاييس في تحديد الانجازات .. واعتبرت البطولات .. مايقوم به المدير من أفعال .. وتوجيه .. ونصيحة غير متوقعة .. جعلته نموذجاً يحتذى به .. ويشار إليه بالبنان ..
وتحدث الكوارث .. عندما تقدم أخلاقيات المدير بالطاعة .. والخنوع .. والقبول من الأتباع .. يصفقون ويبتهجون .. فيزداد تجبراً .. ولا يستطيع بعد ذلك الإصلاح أو التغيير ..
نحن نحتاج إلى المدراء .. لذلك نسعى إليهم .. وأحياناً نصنعهم .. وتلك الحاجة تضعهم في مكانة أعلى ..
لذا فإن المدير لايكون له مكانة .. إلا بمن آمنوا به .. واقتنعوا بوجوده .. وأفضليته عن غيره .. مهما تدنى أداؤه ..
عندما يكون المدير في الشركة غير نزيه .. بل معروف بالفساد .. ومع هذا يبقى في مكانه..فإن الشعور الخفي الذي يشعر به زملاءه في العمل..هو خوفهم من البطش منه.
وحيال ذلك .. يبدو العجز أمامه بأنهم أقل كفاءة ومعرفة .. ويؤدي ذلك إلى عدم أمانهم على مستقبلهم .. وربما يصل بهم إلى خسائر مالية .. وفقدان الربح .. ويرغبون في الحفاظ على أوضاعهم .. وعدم المقدرة على الرغبة في إبداء الرأي ..
كل تلك مخاوف تمتلك أتباع المدير الفاسد .. وهي عبارة عن أوهام تبرر بطرق مختلفة .. أخلاقية .. أو معنوية .. أو مادية ..
لذلك فإن هذا يحتاج إلى جهد أخلاقي إضافي .. بعدم القبول بالفساد ..
وهناك أتباع يزيدون الفساد غياباً .. ويبرزون المدير النزيه في الواجهة العملية .. أولئك أتباعاً تغلب عليهم الطيبة .. وحسن الخلق .. والإحترام ..
وآخرون ينتابهم قلق وتوتر .. وهم يتوقون إلى مدراء يشعروهم بالأمان المادي .. والمعنوي .. والإجتماعي..
أيضاً ما حول المدير من بطانة صالحة .. تجمع المعلومات .. وتعرف كل صغيرة وكبيرة .. هم الأكثر قوة وسلطة .. وقد يجردونه من صلاحيته .. وقد يتمكنون من تهديد موقعه ..
هذه البطانة تزيد قوة المدير فعالية .. وعطاءً .. واستقامة .. وسداداً في الرأي والحكمة ..
أيضاً هناك من هم حول المدير أشرار .. يصل بهم الحقد .. والحسد .. والطمع سلاحاً ضد فساد المدير .. وابعاده عن مصادر سلطته ..
وقد يطيحون بالنزاهة .. لأن مصالحهم تتفوق .. فتصنع خطورتهم ..
إن الاختيار للمدراء في الشركات يستوجب الحذر .. قبل أن يُخدع موظفو الشركة وعملاؤها .. بوعوده وعهوده .. فيكونوا فريسة لذلك الخداع .. أوعدم إدراكهم .. أو سوء فهمهم ..
شركات كبرى وقعت .. لأن الأتباع في الشركة والذين يعرفون الفساد فيه .. تَوَانوا في الإبلاغ عن مديرهم الفاسد .. فانهارت الشركة .. وضاعت أرباحها .. واختفى اسمها.. رغم أنها من عمالقة الشركات .. مثل ” انرون الأمريكية .. وبارا مالات الإيطالية ” وغيرهما .. منهم من استدرك .. ومنهم من سقط ..
ولا يزال الفساد موجوداً .. ولا يزال العلم يحتكر المقاومة عليه حتى تعم النزاهة مُكْرهة على أن تطفوا بمن آمنوا بها أو لم يؤمنوا..
العلم خلق ووسيلة وغاية .. يقود بصاحبه إلى بر النجاة..
اسرعوا حتى تكون بيدكم لا بيد عمرو..

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *