[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الرحمن المطيري[/COLOR][/ALIGN]

لاشك أننا نعيش هذه الأيام ومنذ سنوات قليلة طفرة تعليمية كبيرة نحسد عليها سواء كان ذلك على صعيد التعليم العام والذي يشهد ثورة في مشاريعه التنموية من خلال إنشاء آلاف المدارس الحكومية في شتى قرى ومدن المملكة أو كان على صعيد التعليم العالي والذي شهد قفزة كبيرة بوجود أكثر من 25 جامعة حكومية تتوزع بكلياتها التي يلامس عددها 460 كلية جغرافياً على خريطة المملكة بعد أن كان عدد الجامعات الحكومية يقتصر على 7 جامعات تشد إليها الرحال من جميع المدن والقرى , ناهيك عن الدور الذي يقوم به برنامج عملاق كبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث والذي يستثمر مليارات الريالات في شباب الوطن وهو اسثتمار ناجح سنجني ثماره قريباً , لكن جميع هذه الحروف والأرقام الجميلة التي ذكرتها لا تعني بالضرورة عدم وجود خلل ما أو تقصير في المنظومة الكاملة لعمل وزارة كوزرارة التعليم العالي , وهي الوزارة التي سارعت في إنشاء الجامعة تلو الجامعة في مدن يقل عدد سكانها كثيراً عن تعداد سكان محافظة حفر الباطن والتي بحت حناجر أهاليها في المطالبة بجامعة تخدم أبناءها دون فائدة , فمدينة يبلغ عدد سكانها 35 ألفاً كمحافظة شقراء تمتلك لوحدها جامعة حكومية تخدم طلابها وطالباتها وهو حق لهم بالتأكيد لكنه ليس عدلاً من الوزارة نفسها حين تعتني بـ 35 ألفاً على حساب 600 ألف وهو عدد سكان محافظة حفر الباطن بشكل تقريبي , ورغم امتلاك الأخيرة لقاعدة عسكرية ضخمة كقاعدة الملك خالد العسكرية تضم بداخلها مئات الآلاف من الأفراد و الضباط ويعيش الكثير منهم برفقة عوائلهم هناك إلا أن ذلك لم يشفع لأهالي حفر الباطن لدى وزارة التعليم العالي بالحصول على جامعة حكومية عملاقة تكفي طلاب وطالبات المحافظة عناء السفر صوب جامعات أخرى كجامعة المجمعة وغيرها , لا أعلم ما هي الآلية التي يعتمد عليها مسؤولو الوزارة في إقرار واعتماد إنشاء الجامعات في محافظات و مدن المملكة ؟ بالتأكيد أن نسبة السكان ورغم أهميتها لا دخل لها في ذلك و إلا كيف يحرم سكان حفر الباطن من الجامعة التي طال انتظارها ؟ إن تأخر إنشاء جامعة حفر الباطن ينعكس سلباً على المحافظة التي تخرج عشرات الآلاف من المرحلة الثانوية سنوياً , هو أيضاً تعطيل غير مبرر لقدرات طلاب وطالبات المحافظة , فإذا لم تنشىء الجامعة في هذا الوقت والبلد بأكمله يعيش بحبوحة مالية من خلال ميزانيات سنوية ضخمة فمتى يا ترى يكون توقيت ذلك ؟ ولدى الوزارة ومسؤوليها العلم اليقين .

Twitter : aalbaly
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *