حصار حمص عند عمر بن عبدالعزيز

• علي محمد الحسون

•• ذكرني حصار حمص هذه الأيام ومعاناة أهلها المحاصرين داخلها حيث تدور المفاوضات بين النظام والمعارضة الى فك الحصار واخراج المحاصرين من النساء والأطفال والشيوخ الى فضاء الحرية.أقول ذكرني هذا الحصار بذلك الموقف الذي وقفه ذلك الخليفة عمر بن عبدالعزيز وهو الموقف الفذ والمسكت لكل طلب عندما كتب إليه والي حمص كتاباً مطولاً طالب فيه بزيادة – الخراج – المخصص لحمص لكي يستطيع من خلاله بناء سور يسيج كل حمص ليحميها من تعدي الأعداء واللصوص.فكان أن رد عليه الخليفة برسالة في سطرين يقول فيها:
حصنها بالعدل ونظف أزقتها وطرقاتها من الظلم..
نعم – العدل – ألم تقل الحكمة العدل أساس الملك وأن الظلم ظلمات..
إن في شريعتنا المخرج من كل مأزق إذا ما اتبعت حق اتباعها.. ونفذت بحذافير ما جاءت به من تعاليم وارشادات وقيم..
إن ما يجري في عالمنا العربي من صراع وسفك للدماء ما كان هذا يكون لو أن اتباعنا للحق هو ديدن هذه الأمة التي أضاعت سبل رشادها.. وتنكبت طرق فلاحها.. وإلا على ماذا هذا الشتات وهذه الفرقة وهذا العداء الأسود القاتل.. وانه لتحضرني تلك البيتين اللذين قالهما أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته الشهيرة الى عرفات الله:
شعوبك في شرق البلاد وغربها
كاصحاب كهف في عميق سبات
وبإيمانهم نوران ذكر وسنة
فما بالهم في حالك الظلمات
وذلك ماضي مجدهم وفخارهم
فما ضرهم لو يعملون لآتي

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *