حركة \"وول ستريت\" والسقوط الصهيوني

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. مصطفى يوسف اللداوي[/COLOR][/ALIGN]

الإسرائيليون لا هَمَ لهم في الحياة إلا أموالاً يجمعونها، وجهوداً يسرقونها، وكنوزاً يسيطرون عليها، ومراكز قرارٍ يهيمنون عليها، ولا يبالون في سبيل الوصول إلى أهدافهم، بجياعٍ يسرقون منهم كسرة الخبز، ويقتلون لديهم الأمل في الحياة، وأطفالٍ يموتون وهم في أحضان أمهاتهم، وقد جف الحليب في صدورهن، وعجزن عن إسكات أطفالهن ومنعهم من الصراخ جوعاً وألماً، ومظلومين يزجون بهم في غياهب السجون، يفترون عليهم، ويخلقون لهم الأزمات، ويصنعون لهم الفضائح، ويضعفون نفوسهم بالرشا، ويهزون شخصياتهم بالمراكز والمناصب، ويستغلون قدراتهم في توظيفهم لصالحهم، وربطهم لخدمتهم، والعمل من أجلهم، ويسخرون المرأة لتحقيق أهدافهم، والوصول إلى غاياتهم، فهي عدتهم وآلتهم في غزو النفوس واقتحام المراكز والسيطرة على أصحاب القرار، وشعوبٍ يحتلون أرضها ويطردونهم من بلادها، ويسيطرون على خيراتها ومدخراتها، فلا توجد لديهم أخلاق الرجال، ولا شيم النبلاء، ولا سيما الشرفاء، فالمال لديهم غاية.
ونحن نعرف مدى تدخلهم في المؤسسات المالية الدولية، وفي بيوت المال العالمية، ونعرف حجم نفوذهم في البنك الدولي، وسيطرتهم على صندوق النقد الدولي، وندرك قدرتهم ورغبتهم في التدخل في السياسيات المالية الإقليمية والوطنية، وتدخلهم السافر في شؤون الدول المالية والاقتصادية الخاصة، ونعرف وصفات الدواء الدائية التي يصرفها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي للدول، والتي تزيد في التدهور الاقتصادي للكيانات السياسية والمالية، وتتسبب في تراجع قيمة النقد، وانهيار النشاط الاقتصادي العام، وهبوط حاد في حجم المبيعات والمشتريات، وتتسبب في خلق فجواتٍ كبيرة بين أبناء شعوب الدولة الواحدة، فتزيد في غنى الأغنياء إلى درجة الفحش، وتعمق فقر الفقراء إلى درجة السحق، وتخلق حالاتٍ من الكره والحسد وحب الذات، ونعرف أنها تتعمد التدخل في آلية عمل المؤسسات المالية الدولية، وفي السلم الوظيفي للعاملين فيها، وفي اتجاهات وميول كبار العاملين فيها، كما تتعمد إصدار التقارير والنشرات المالية الدورية، وإطلاق التحذيرات الوهمية.
حركة \”احتلوا وول ستريت\” التي بدأت في الانتشار والاتساع، وأصبح لها قادة ورواد وموجهون، ولها شعارات وأهداف، أدركت حجم النفوذ الصهيوني المخرب، ولمست الأيدي الإسرائيلية الخبيثة، وعرفت طبيعة السياسات التي تلعبها الحركة الصهيوني في تخريب الاقتصاد العالمي، وخلق شمالٍ ثري وجنوبٍ فقير في كل دول العالم، خرجت في أكثر من مكانٍ في العالم، وفي كبريات العواصم المالية.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *