حرقنا الفلوس ولوثنا البيئة

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. محمود محمد بترجي [/COLOR][/ALIGN]

أحيانا تسمع أخبارا طريفة وقصصا عجيبة تدل على صفاء ونقاء البعض وطيبة وسذاجة البعض الآخر وبمفهوم اليوم ولأن الزمن قد تغير أصبح الطيب يقال عنه أبله والساذج غبي ومتخلف، وزير الصحة السابق الدكتور حمد المانع ناضل وجاهد من أجل القضاء على التدخين والحد منه ولا أعلم إن كان يدخن أم لا فكثير من الأطباء يحذرون الناس من التدخين وتجده يدخن على طريقة \”يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم\” في كل الأحوال موقف جميل ورائع من الدكتور المانع مهما كانت دوافعه شخصية كانت أم عامة، وأقصد بالشخصية حتى لا يذهب القارئ بفكره بعيدا فلربما يكون المانع قد تضرر شخصيا أو أحد أحبائه من التدخين وقد يكون السبب طبيا بحتا ويكون بذلك هدفا نبيلا، فجميع دول العالم المتقدم اتخذت أساليب ممنهجة وإجراءات مشددة للحد من التدخين بعد أن تيقنوا من الخطر المحقق الذي ينتج عنه وما يسببه من أمراض خطيرة على صحة الإنسان مثل أمراض السرطان بأنواعه وأمراض القلب وتصلب الشرايين وغيرها من الأمراض وما خفي كان أعظم، نشكر للدكتور المانع تبنيه هذا الموضوع ووقوفه بشجاعة أمام شركات التبغ العالمية الشرسة ورفع قضايا ضدها أمام المحكمة الشرعية الكبرى بالرياض وطالبها بأكثر من 127 مليار ريال كتعويض عن الأضرار الناجمة عن التدخين، ومع أني مع هذه الخطوة وداعم معنوي لها إلا أنني أشك في نجاحها وتحقيق هدفها (كان غيرك أشطر)، فشركات التبغ شركات عالمية يفوق حجم ميزانياتها دولا بأكملها بل وتؤثر على قرارات وسياسات كثير من الدول ولم أسمع أن أي دولة استطاعت أن تكسب حكما ضدهم وتوقف نشاطهم رغم خطرهم المؤكد، حتى في الولايات المتحدة فبالرغم من أن الشركات أمريكية وتصنع على أرض أمريكية والمتضرر أمريكي فهي لم تكسب القضية بشكل قاطع وإنما توصلت معهم إلى تسوية تم بموجبها إقرار دفع غرامة لا تتعدى في مجملها نسبة بسيطة جدا من الأرباح لسنة واحدة، فماذا حصل للقضية وماذا تم بها وهل أقفلت وطويت صفحاتها بعد مغادرة الدكتور المانع وزارة الصحة، أم أن دعاء شركات التبغ على الدكتور أوصلته إلى نهاية لا يتمناها أي وزير جديد يريد البقاء على الكرسي، تذكرت هذا الموضوع وأنا أقرأ خبرا أعجبني وأضحكني في نفس الوقت يقول الخبر\” أتلفت الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين (نقاء) 4852 علبة سجائر من جميع الأصناف وجراك ومعسل وورق لف وولاعات وغيرها التي تم جمعها من المراجعين بالعيادات لعام 1429هـ، وقد بلغ قيمة تلك المخلفات أكثر من 35 ألف ريال\”، آلم يكن هناك وسيلة أخرى يمكن بها الإستفادة من قيمة تلك المخلفات غير الإتلاف ونكون بذلك حرقنا الفلوس ولوثنا البيئة.
[email protected]
فاكس 026602228

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *