[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون [/COLOR][/ALIGN]

كان ذلك – الرجل – يصحو مبكراً فهذا أول يوم يستقبل فيه حجاجه القادمين من اقاصي الهند يذهب الى باب \”العنبرية\” كان سبقه جمع من امثاله من \”الادلاء\” الكل ينتظر \”حجاجه\” فالكل يعرف هذا \”الحاج\” من بشاور من هو دليله وذلك القادم من سومطرة من هو شيخه الكل يعرف ذلك حسب \”تقارير\” الحجاج، كانت العلاقة شبه اسرية بين \”الدليل\” والحاج حيث يسافر الدليل الى بلدان حجاجه بعد توديعه لآخر حاج ليلتقي بهم هناك ويقيم أحسن العلاقات معهم فهم يعرفونه ويعرفون افراد اسرته وهو يعرفهم ويعرف لغاتهم العديدة والمتشعبة . كان نظام – التقارير -نظاماً \”جنتمانا\” قد لا يكون مكتوبا لكنه معروفا ومحترماً، كان الحاج محل عناية فائقة من دليله الذي يستقبله بتقديم وجبة الطعام ان كان قدومه نهاراً فوجبة \”الغداء\” وان كان ليلاً فوجبة العشاء وان كان في غير هذين الوقتين هناك يقدم الشاي والحليب، وكان يلاحقه ان مرض يذهب به الى المستشفى ولا يتركه يذهب لوحده الى المسجد النبوي الشريف بل يذهب معه او معهم ويقوم بتزويرهم للسلام على الهادي الشريف ومن ثم الذهاب بهم الى – البقيع – وبقية المزارات والمآثر الاسلامية والتاريخية، هذه العلاقة أين اصبحت الآن؟ ليس لها وجود فاصبح – الحاج – عبارة عن رقم يسجل باسم الدليل فلا علاقة له بها، تلك العلاقة الحميمة وذلك \”الديالوج\” الذي كان يتم بينهما بتلك – الجدلية- المحببة الى نفوسهم لقد فقدت تماماً.. لقد كان الحج يستغرق من بداية شهر رمضان حتى نهاية شهر محرم بحكم جدولة البواخر في نقل الحاج الى بلاده.
انه زمن لا يشبه هذا الزمان لقد فقد الدليل والمطوف تلك العلاقة الخاصة التي كانت تربطه بحجاجه مع الأسف. وأصبح يتعامل وفق ارقام فقط!!.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *