خاص / صحيفة البلاد

الجمعة 13 محرم 1438

يقال أننا لا نشعر بقيمة الشيئ إلا إذا فقدناه

وهذه المقولة إلى حد كبير صحيحة، فهناك ملايين النساء إن نظرنا إلى أحوالهن وجدنا من تعيش فى نعمة لا تشعر بها وأخرى فى نقمة

وبين جنة العطاء ونار الفقدان تقع المرأة ضحية للظروف المحيطة بها

على سبيل المثال المرأة السعودية محرومة من حقها فى قيادة السيارة

وتشعر السعوديات أن قيادة السيارة متعة كبيرة قبل أن تكون حق لأنها تشعرها بأنسانيتها وإندماجها مع المجتمع وأنها جزء منه ليست مُهمشة

فى حين أن هناك بعض النساء بالدول الأخرى ترى أن السعوديات فى نعمة كبيرة بسبب عدم قيادتهن للسيارات

لأنهن يتفادين المشاكل التى تتعرض لها الأخريات مثل التحرش بهن أو حوادث الطرق وقد يقع الأسوء وهو الخطف

جنة المرأة ليست فى الراحة التامة ولا فى الشقاء الدائم، بل فى الوسطية فى كل شيئ

قد ننظر إلى حال صديقة أو قريبة ونحلم أن نمتلك راحة بال مثلما تمتلك هى، فى حين أن هذه الصديقة تنظر إلى أخرى وتتمنى لو أنها تملك الراحة التى تتمتع بها

وهذه تنظر إلى هذه وتستمر النظرات من إمرأة إلى أخرى دون أن نبحث عن الشيئ الحقيقى الذى يوصلنا للوسطية لا الجنة أو النار

يجب أن نعترف، لا يوجد جنة على الأرض فالجنة فقط عند الرحمن الرحيم

قد نطلق لقب جنة على أحد الأماكن الطبيعية الخلابة التى أبدع الخالق فى خلقها

ولكن حتماً لا توجد جنة على الأرض، وحتى النار لا يوجد نار على النار

فالنار التى قد نشعر بها يوماً كانت بإختيارنا فلماذا نلوم الظروف على أشياء إخترناها بأنفسنا

قد تمشى وأنتِ مرتدية ملابس مكشوفة إخترتيها بنفسك وتنظر إليكِ إخرى عاداتها وتقاليدها تمنعها من إرتداء تلك الملابس

لكن لو نظرنا إلى حال الإثنين، نجد أن التى ترتدى الملابس المكشوفة

من داخلها تشعر بالخوف من المجتمع وتتمنى لو أنها تصل إلى درجة الأمان التى تشعر بها التى ترتدى ملابس ملتزمة

وعندما ننظر إلى التى ترتدى ملابس ملتزمة نجدها تتمنى لو أنها تستطيع إختيار ملابسها مثل هذه الفتاة ولكنها أيضاً بداخلها خوف من المجتمع

لا يوجد كمال ولكن الجنة والنار نستطيع نحن أن نعيش بينهم بسلام دون خسائر

فقط كل ما علينا هو القناعة والإقتناع أن هناك أمور كثيرة أهم من الملابس والسيارات

يجب أن نحمد الله عليها، ومعرفة أن هناك عمل صالح هو فقط الذى يوصلنا يوماً إلى الجنة الحقيقية أو النار

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *