[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم مصطفى شلبي[/COLOR][/ALIGN]

كثر الحديث والجدال في الآونة الأخيرة عن ضرورة تخصيص مبالغ مالية للعاطلين عن العمل بين مؤيد ومعارض ومع تحفظي على كلمة (عاطلين) وأجد أنها قاسية كقساوة الفراغ والحرمان والجوع الذي تعانيه هذه الفئة من أفراد المجتمع وللتخفيف والتلطيف أقترح استبدالها بكلمة باحثين عن العمل.
ودعوني أطرح فكرة (إنشاء جمعية الباحثين عن فرصة عمل) يكون رأس مال هذه الجمعية من عدة مصادر كفرض رسم وقدره خمسون ريالاً سنويّاً على أصحاب الشركات والمؤسسات عن كل عامل متعاقد من الخارج كرسوم استقدام من السابقين واللاحقين ولو فرضنا وحسب الإحصائيات أن لدينا خمسة ملايين عامل فسيكون لهذه الجمعية مورد يساوي ربع مليار ريال سنويّاً وقد يتساءل متسائل لماذا تدفع الشركات والمؤسسات مثل هذا الرسم والإجابة أسرع من السؤال نفسه، فهذه الشركات هي المتسبب الرئيسي في بقاء شبابنا عاطلين عن العمل وأساؤوا استخدام نظام الاستقدام الخارجي بما يزيد على حاجتهم من العمالة وتركوا مهامهم الأساسية واشتغلوا في سمسرة هذه العمالة مما نتج عنه تسيب أعداد كبيرة منهم تقدر بمئات الآلاف فبدأوا في مزاحمة شبابنا وأيضا يمكن زيادة موارد الجمعية عن طريق اضافة ريال شهريّاً على رسوم الخدمات كالهاتف والماء وتذاكر السفر بمختلف أنواعه البري والجوي والبحري وزيادة ريال في رسوم مؤسسات الطوافة عن كل حاج ومعتمر وسيكون مرحباً بهذه الرسوم من قبل المجتمع طالما هي في منفعة شبابناً بالإضافة إلى الهبات والصدقات المادية والعينية التي ترد من الأفراد والهيئات المختلفة واعانات وزارة الشؤون الاجتماعية اما طريقة عمل هذه الجمعية فيكون بإعداد قواعد بيانات لكل الباحثين عن عمل كل في مجاله وتقسيمهم إلى فئات متنوعة كفئة الأطباء وفئة المهندسين وفئة العمال المهرة وفئة التربويين وفئة الأعمال الثانوية البسيطة تقوم الجمعية بالوقوف مع هؤلاء في تنفيذ مشاريع خاصة مع الاستعانة بقروض بنك التسليف ومؤسسة عبداللطيف جميل ومجموعة الأطباء يمكن أن ينشأ لهم مجمع عيادات تضم مختبرات تحاليل وصيدليات وغرف للعمليات الصغرى يمارس فيها هؤلاء عملهم بأجور رمزية على أن يكون صافي أرباحها للأطباء أنفسهم مع دفع رسم 10% لصالح الجمعية المذكورة وفئة التربويين يمكن لهم العمل في فصول التقوية لطلاب التعليم العام بالتعاون مع وزارة التربية بتخصيص بعض المدارس لهذه الفصول بعد انتهاء الدوام الرسمي للمدارس كما يمكن إنشاء مجمعات صغيرة بسيطة الإنشاء لعمل أكشاك للمواد الغذائية وبيع الصحف وبعض المأكولات الخفيفة وأكشاك لبيع الخضروات على هيئة مجمعات متلاصقة ويتم إنشاؤها بشكل يجذب الزبائن في كل حي من الأحياء بالقرب من المساجد أو المدارس أو الأسواق الكبيرة وتوزع على الراغبين من الشباب ويشترط عدم تأجيرها أو الاستعانة بأي عمالة أخرى على أن تعود قيمتها للجمعية على أقساط ميسرة كما يمكن إنشاء مجمعات لصيانة السيارات لفئات خريجي المراكز والمعاهد والكليات الصناعية وأيضاً إنشاء معارض لبيع أجهزة الاتصالات وأخرى لأجهزة الحاسب ويعمل بها خريجو كليات الاتصالات والكليات التقنية تقوم الجمعية بتمويلها ثم تعاد على أقساط مع هامش ربح مناسب لهذه الجمعية.
ويمكن إنشاء مكاتب هندسية للمهندسين بدعم من الجمعية وبنك التسليف وخلافه وإذا أردنا أن نحصي عدد العاطلين فإننا لا نجد إحصائية دقيقة عن أعدادهم ولكن قد يصل عددهم إلى مئات الآلاف يضاف إليهم الخريجون القادمون من الابتعاث والذين لن يجدوا من يستوعبهم بالسرعة المطلوبة، الأمر الذي يزيد الطين بلة والمهن الثانوية يتم تعميم سيارات ليموزين مثلاً وسيارات النقل المدرسي والجامعي أما بالنسبة للعمالة النسوية يمكن إنشاء مطابخ ومعارض على شكل مخيمات متنقلة كاملة التجهيز للمناسبات تعرض فيها كل أنواع المأكولات والمهن اليدوية من مواد غذائية مختلفة كأنواع المخللات والمربات والمعجنات والمأكولات الشعبية (صنع بيدي) وإنشاء رياض أطفال وغيرها من المهن المناسبة لطبيعتهن.
فقط أتيحوا الفرصة أيها السادة وانظروا إلى شبابنا ماذا يصنعون وأضع هذه الفكرة لمن يتبناها من الجهات المختصة كمجلس الشورى الموقر ووزارة العمل ووزارة الشؤون الاجتماعية وغيرها من الجهات وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت.
*وقفة
(إن شبابنا يملكون طاقات إبداعية هائلة فقط ينتظرون من يـأخذ بيده ليفجروا هذه الطاقـات عملاً دؤوباً وإنتاجًا هائلاً).

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *