جرائم الاعتداء على المحارم

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أمين عبدالعزيز قاري[/COLOR][/ALIGN]

الرذيلة والفضيلة .. هما عنوانان مختلفان .. الأول هي معاناة العالم العربي الآن الذي تفشت فيه اصناف عدة من الأغلاط الفاسدة في ظل اللامبالاة من القيادات المسؤولة في بعض الدول العربية وأخرى قد دخلت عليها تلك الأغلاط من أناس بلا ضمير حي .. بعيدون كل البعد عن الاملاءات الإسلامية والإنسانية بألوان من الانحرافات مثل المخدرات.. وترويج افلام اباحية بين مختلف الأجيال لا يفقه عواقب تلك المشاهدات.. وقد ينجرف وراء شهواته وتحدث الكارثة حين لايجد مفراً من نعاقب الجريمة وقد يعتدى على أخته أو أمه ممن وراء المسكر أو المخدر.
ويظل الصمت استمراراً للمحاولات خوفاً من الفضيحة دون وازع من ضمير.. دون وازع إيماني يمنع الاعتداء المحرم الذي حرمته كل الشرائع السماوية. لكن الضعف الايماني تسرب في النفوس الضائعة نتيجة تسيب أسري.. الوحدة قاتلة في هذه الخلوة المحرمة.. لأن الشيطان بينهما .. وهو يجري في ابن آدم مجرى الدم ويكون دافعاً لارتكاب الفاحشة البغيضة بإغراء أحدهما أو كليهما معاً بإثارة الشهوة القذرة في نفسه الشيطانية.
هناك عوامل قد تساعد ضعاف الإيمان في الاعتداء على المحارم ومنها . تكشف الابنة أو الأخت أمام محارمها وإن قلت لها تحشمي .. قالت مِنْ مَنْ.. من أهلي ؟. والضعيف في إيمانه هو الذي ينجرف وراء تياراته وغرائزه الحيوانية بالاعتداء دون وزاع من إيمانه.
لقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف \”مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر .. وفرقوا بينهم في المضاجع.. صدق رسول الله وهو يعلم أن التفريق بين الذكر والأنثى شيء ضروري لابد منه للحفاظ على العفة والشرف .. وتعليم الابن والابنة ما يمليه عليه ديننا الحنيف من الحفاظ على الأسرة بعيداً عن الانحرافات الخلقية التي تؤدي إلى تفكك الأسرة.
لابد لنا كمجتمع مسلم أن نكثف توجيهاتنا ونروي لابنائنا ما شرعه الله تعالى في كتابه العزيز.. وهي الفضيلة التي نسعى إليها والحفاظ على ديننا دون تجريح أو تحريف في ما شرعه الله وأن نطبق كل التعليمات التي أوضحها سيد المرسلين في احاديثه الشريفة.
إن الحالة المعتدى عليها مهما كان عمرها قد اصيبت بالهلع والخوف بل بالهستيريا .. واصحبت حين تقابل أي رجل بالصدفة تجدها تتلعثم وتضطرب .. إنها حالة الخوف أو الفوبيا كما يسمونها وتعيش هذه المسكينة بين أمراض نفسية وأمراض عضوية تسبب من سوء حالتها النفسية والاجتماعية.
نحن قوم نهوى التقليد الأعمى.. فإذا كان الغرب يوثق حضارته ويتلف بعض منها فإن الشرق يفقد حضارته.. نحن نقوم بالتقليد ونسعى إلى اتلاف القيم والتقاليد بدعوى الحرية الشخصية المنبثقة من واحة الديمقراطية.. وإذا قمت بنصيحة ابنك أو ابنتك تجد الجواب نحن في عصر التكنولوجيا ..وعصر العشرين والواحد والعشرين والاثنين والعشرين ..وو..وو.
إن التسيب الأسرى هو سبب كبير في فقدان الأسرة للمحافظة على القيم والأخلاق.. فنجد التحرر في التعبير دون التوجيه يتفاقم بين ظهرانينا فنسقط في الرذيلة وننحط وننجرف وراء تيارات متعددة.. الأسرة فيها هي السبب .. لان مباهج الحياة اصبحبت شغلهم الشاغل .. وإهمال الابناء دون وعظ وتوجيه وإرشاد.. وقد يترك منهم مع الخادمة لتقوم بتربيتهم دون توجيه بصفة مستمرة.. مع استمرار خروج الوالدين بصفة شبه يومية.. وأمام بلوغ الانباء سن المراهقة تبدأ النظرات الخبيثة تتغلغل ويهرول إبليس في تنفيذ خططه الشيطانية في ظل غياب الوالدين.
الطفل كاللبن المكشوف إذا حافظت عليه ضمنت نقاءه صحيحاً وإذا تركته خرب وتعفن .. هم كذلك الأبناء يجب المحافظة عليهم بالتوجيه والالتزام والحشمة أمام الأبناء .. نصف ساعة يومياً لو استطعنا مساءلة الابناء عما حدث في نفس اليوم . ومنها نجد ملاحظاتنا ونقوم بالتوجيه .. هذه هي الحياة .. وطن بلا أسرة ليس بوطن .. الأسرة هي المجتمع .. إن حافظنا عليها .. حفظنا من خلالها على كل القيم.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *