جدة .. تحتاج التفاؤل

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

** يوم الثلاثاء الماضي أخذتنا أمانة جدة ـ نحن الصحفيين ـ في جولة على شرق جدة، وطافت بنا بعض جبالها الشرقية، حيث وقفنا على مراحل بداية العمل في سدين اثنين من السدود الخمسة، التي يراد لها حماية جدة من السيول، وقبل الجولة روى لنا مدير شركة مشاريع شرق جدة خطط تحويل ذلك الجزء من عروس البحر الأحمر الى (مدينة جديدة) عالية المستوى، وتم عرض صور تخيلية أمامنا عن (شكل) الأحياء الشرقية من جدة، ولم اتمالك نفسي وسط زملائي الصحفيين، عندما كانت ردّة فعلي الفورية (ياه ـ هذه باريس.. والاّ روما)!!.. وفهمت فيما بعد أن تلك الصور هي لقرية أمريكية تمثل منتجعاً رومانسياً غاية في فخامة التصميم والتخطيط.. إذن أمانة جدة عازمة على أن تجعل شرق جدة كذلك(!!).
** المؤتمر ا لصحفي الذي تصدره أمين جدة الدكتور هاني أبو رأس كان قصيراً، قياساً بما كان لدينا من أسئلة كثيرة (طويلة وعريضة) بحجم مشكلات سوء التخطيط في جدة، وبحجم صورتها الكارثية بعد كل موجة أمطار غزيرة، غير أنني رأيت الدكتور أبو رأس يتحدث بتفاؤل كبير، وبعقلية منظمة كأكاديمي متخصص في الهندسة، وكطاقة شابة نتمنى أن يقدم لنا نحن سكان جدة صورة مختلفة في الأداء والمتابعة، وفي حلحلة الكثير من مشاكل جدة التراكمية، والتي ما أن تتأمل واحدة منها، حتى تجد أن اختها أكثر سوءا منها، فمن العشوائيات، إلى سوء تصميم الشوارع، إلى مشاكل الأمطار، إلى المياه الجوفية، إلى الصرف الصحي، إلى التعديات… الخ.
** وبالمناسبة فإن منصب أمين جدة ليس منصباً مغرياً، بل هو موقع مليء بالتحديات، ولا أبالغ إذا قلت إنه الأكثر حساسية على مستوى البلاد في نطاق الإدارات الخدمية، خصوصاً وجدة مدينة تتمدد يومياً، وهي بالأصل (تحت المجهر).. لكن الذي استطيع أن أؤكده على ضوء ما أرى وأفهم أن لدى الدكتور أبو رأس أشياء كثيرة يريد أن يقدمها لجدة، ولا أظن أن من الحكمة أن نواصل نقدنا للأمانة صباح مساء، بل يجب من منطق العدالة التي أمرنا الله بها في القول أن نشكر الرجل ونشجعه على طموحه وآماله، لكي يتحرك في أجواء غير محبطة، لكننا في ذات الوقت لن نقف مكتوفي الأيدي عن النقد الشفاف الموضوعي، الذي يدل على الخلل ويشير للأخطاء.
** الدكتور أبو رأس قال معلومة لم أكن أعرفها، وربما غيري كذلك: قال إن مضخات الشفط بالانفاق مخصصة لمياه الأمطار التي تسقط على النفق مباشرة، وغير مسؤولة عن مياه الشوارع التي تتجمع ثم تتحول إلى الانفاق كما حدث مؤخراً، ولذلك ـ طبقاً للدكتور أبو رأس ـ سيتم العمل على معالجة المياه السطحية التي تتسبب فيها الأمطار في الشوارع المحيطة بالانفاق، وقال: أصدرت أوامري بالمعالجة الفورية للمناطق المحيطة بالانفاق التي أقيمت، والتي ستقام، حتى لا تتجمع ثم تصب في الانفاق (أظن أن هذا كلام منطقي جداً).
** الذي كنت أود أن أقوله للدكتور أبو رأس ولم يسعفنا وقت المؤتمر الصحفي، إننا اليوم في جدة ـ أكثر من أي وقت مضى ـ بحاجة ماسة للغاية إلى (تجويد العمل) وإلى فرض أقصى الرقابة على المقاولين، وخصوصاً أولئك الذين يؤدون عملها بطريقة (كيفما أتفق) والا يتم استلام أي مشروع إلا بعد تدقيقه، ومطابقته للمواصفات. فالدولة تبذل الكثير من المال، ولابد أن يكون كل ريال في مكانه الصحيح.
** جدة بالإضافة إلى عدد سكانها الذي يصل إلى قرابة الملايين الثلاثة، يفد إليها طبقاً لهيئة السياحة خمسة ملايين زائر، وهناك (12) مليون معتمر وحاج يمر عدد منهم على جدة، وجدة بالأصل مدينة ديناميكية، وهي (مدينة ـ غير) ولذلك تحتاج إلى (مسؤول ـ غير) يواصل العمل والتفكير والهمّ لها وعليها ليلاً ونهاراً، وأظن أن جدة محظوظة بالإشراف المباشر عليها من قبل سمو الأمير خالد الفيصل، ومحافظها الأمير مشعل بن ماجد، ودعونا نتفاءل ونقول بسم الله، لقد دارت عجلة التطوير والتحديث، وما دامت بدأت الدوران فإننا سنصل بحول الله.