جائزة الأداء المتميز أسلوب لتطوير العمل

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]جمعان الكرت[/COLOR][/ALIGN]

الإدارة بالتحفيز واحدة من النظريات الإدارية الحديثة والتي تهدف إلى استثمار طاقات العاملين في المؤسسة إلى أقصى حد ممكن . . مع تجويد العمل . . من خلال الرسائل الإيجابية وتكريس العلاقات الإنسانية . . باعتبار الموظفين بشراً لهم أحاسيسهم
ومشاعرهم وهمومهم ومطالبهم مع توحيد جملة الأعمال في نسق واحد لتحقيق الهدف الذي تسعى المؤسسة للوصول إليه . .
والمتخصصون في علم الإدارة يؤكدون أن تكريس أسلوب الرقابة يسبب نكوصا في الأداء وتراجعا في العمل وضعفا في النتيجة لأن النفس البشرية بطبيعتها ترفض الرقابة حتى لو تم التظاهر باستجابة الأوامر . . والإداريون الناجحون يستطيعون أن يحققوا منجزاً أفضل من خلال إعطاء فسحة للتفكير مع استثمار الأخطاء لأن لكل إنسان مهما بلغ شأوا في الإدارة لابد أن يتعرض للخطأ فتضخيم الخطأ يصيب الموظف بالارتباك لتوجسه الوقوع فيه مرة أخرى وبالتالي ينشل تفكيره ويقع رهين إملاءات الإدارة العليا . . مما يسبب في تعطيل العمل وتقهقر المنجز لعدم القدرة في اتخاذ القرار الإداري المناسب خوفاً من التوبيخ والعقاب الشديدين . . لذا فقد أحسنت بعض الإدارات الأهلية والحكومية أن تضع آلية لاختيار الموظف المثالي وذلك وفقاً لمعايير محددة . . وهذا أسلوب تحفيزي يلهب الحماس ويوقد الهمة ويوسع دائرة التنافس الإيجابي . . ويسرع في أنجاز وإتقان العمل . ومكمن الخطر في هذا الأسلوب هو تغليب العاطفة . . أو المحسوبية في عملية الترشيح مما يزيد عملية إحباط الموظفين الآخرين ويؤدي إلى انطفاء الحماس وتراخي المنافسة . .
ويتفق الجميع على أن أهمية تنفيذ فكرة الموظف المثالي وفق معايير دقيقة كالأمانة والعدل وعدم المحاباة مع استمرارية تنفيذها من خلال جدول منظم ينتظره الموظفون في يوم ومكان محددين . .
ومثلما يكون المدير هو العضو الأساسي في لجنة التقييم لموظفيه . . والمشاركة مع لجنة أمينة وعادلة في منح درجات الاستحقاق لكل موظف . . ينبغي أن تخضع إدارته أيضاً للتقييم مع مثيلاتها من الإدارات الحكومية أو الأهلية الأخرى .
وهذا الأسلوب الناجح انتهجته إمارة منطقة الباحة في تخصيص جائزة الأمير محمد بن سعود للأداء المتميز لأفضل إدارة حكومية في الباحة والتي تحقق رضا العميل ( وهم المواطنون والمقيمون ) وبالفعل حققت إدارة جوازات الباحة هذا الوسام . . وجاء ذلك بجدارة إذ يلحظ الجميع سرعة إنجاز العمل ودقته إلى جانب البشاشة التي يتميز بها منسوبو إدارة جوازات الباحة . . وانعكس أثر هذا التميز على بعض الإدارات الحكومية الأخرى لتقوم بتغيير أساليب البيروقراطية التي تعاني منها . . وتطوير إجراءات العمل بها . .وإعادة ترتيب أوراقها . والحرص على علاقاتها الإدارية والإنسانية داخل الإدارة وخارجها .
ويوقد هذه الفكرة الإدارية الرائدة والناجحة هو صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود نائب أمير منطقة الباحة . . والحاصل على شهادة عليا في علم الإدارة . . فضلاً عن القيادة الفطرية التي يتمتع بها سموه والممارسة القيادية والعملية الواعية . .
وكل ذلك يؤكد انسجام النظريات الإدارية الحديثة مع الآراء التي يطرحها المتخصصون في علم البرمجة اللغوية والعصبية بأهمية الرسائل الإيجابية . . وأسلوب التعزيز . . والنظر دائما إلى النصف المليء من الكأس مع ضرورة التعليم والتدريب المستمرين وفقاً لحاجة الموظفين وطموحات المؤسسة على شريطة أن يشمل الجميع بدءا بالمدير وصولاً إلى حارس المنشأة .
محاسبة المعلم
البناء المعرفي والفكري والثقافي لأي مجتمع من مجتمعات الدنيا أساسه التعليم الذي ينبني على نظريات علمية وأدبيات تربوية . الأمر الذي دفع الجهات المعنية تخصيص مبالغ ضخمة لصرفها على توفير المبنى المدرسي المناسب ووسائل التقنيات المعينة وإعداد المناهج وتدريب المعلمين . . . إلا أننا نلحظ التفاوت في مستوى كفايات المعلمين وثبات مستوى بعضهم رغم سنوات الخدمة الطويلة، ويعود السبب إلى اطمئنانه الحصول على المكافأة السنوية سواء قدم عطاء جيدا أو لم يقدم شيئا !! وحقيقة الأمر أن ثبات ومراوحة المعلم في مستوى واحد يحتاج إلى وقفة متأنية . .إذ ليس من المعقول أبدا قبول أي مبرر أو عذر لقصور أو إهمال أو تجاوز في هذا الشأن . فأي عمل يمكن تسديد أخطائه أن وجدت إلا التعليم يستحيل تعويض الأخطاء بل يصعب إعادة الأجيال التي أصبحت في مواقع العمل إلى مقاعد الدراسة في المرحلة الابتدائية لكونها لم تحصل على القدر الكافي في المجال التعليمي بسبب ضعف كفايات المعلمين وإهمالهم .لذا من الضرورة مبادرة وزارة التربية والتعليم وضع آلية دقيقة لمحاسبة المعلمين الذين لم تنفع معهم الجهود المبذولة سواء عن طريق الدورات التدريبية وآليات الإشراف التربوي وزيارات المشرفين التربويين .الأمر يا سادة يتعلق ببناء عقول وفكر الأجيال التي هي عدة المستقبل . . فهل تسارع وزارة التربية والتعليم إلى المحاسبة الفعلية للمعلم المتهاون والمقصر؟