ثورة .. على البطالة (2 ـ 2)
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]
** استكمالاً لمقالنا السابق، فقد أوضح معالي وزير العمل المهندس عادل فقيه، خلال لقائه بالكُتَّاب في الصحف المحلية، أوضح أن الوزارة تصدر رخص العمل وليس الإقامات، جواباً على الجدل الذي دار في المجتمع بعد إعلان الوزارة عدم نيتها تجديد رخصة العمل للمنشآت في النطاق الأحمر التي ستحرم من الحوافز تماماً، وسيكون هناك دور مهم لوزارة الداخلية في مساندة مشروع نطاقات حيث الوزارتان (الداخلية والعمل) على توافق تام.
** وكان من بشائر الخير الدعم السخي من خادم الحرمين الشريفين لوزارة العمل بألف مفتش جديد، حتى يمكن للوزارة أن تصل إلى طاقة جيدة من التفتيش تعادل حوالى ستة أضعاف ما كانت عليه في السابق، ويبقى مشروع (نطاقات) هو الأبرز وحديث الساعة، خصوصاً وقد عكف على إعداده حوالى 400 شخص شاركوا في إعداد المخرجات والمدخلات إلى جانب المراجعة المستمرة له.
** ولعل من جماليات مشروع (نطاقات) عزمه على محاربة حالة التستر التي كثيراً ما كانت معضلة، وسيتم تجميع العمالة في جميع المؤسسات الفردية (9 فأقل) المملوكة من قبل شخص واحد، وسيتم اعتماد معدلات التوطين المطلوبة بناء على العدد الاجمالي للعمال بعد التجميع، كما أن من خصائص برنامج نطاقات (وهذا مهم) أنه اعتمد على سبعة عناصر هامة هي: (الواقعية ـ التحفيز ـ المصداقية ـ الشفافية ـ العدالة ـ المرونة ـ والدقة).. وسيكون المشروع ضمن نظام حاسوبي لا يقبل الاستثناءات ولا المحاباة ولا المجاملة،بمعنى أن زمن (الواسطة) انتهى.
** الروعة وقمة الجماليات هي فيما ذكره لنا معالي الوزير فقيه، من أن برامج توطين الوظائف أو السعودة تحظى بدعم خادم الحرمين الشريفين، الذي ذكر الوزير فقيه أنه قال له بالشفافية المعهودة فيه ـ حفظه الله: (أول من تطبق عليه النظام أنا ـ وأولادي).. وهنا تبرز من جديد الحاكمية الرشيدة لعاهل البلاد رعاه الله، الذي صنع بمنهجه الحكيم، ورؤيته الثاقبة، وعزمه على الإصلاح، نموذجاً فريداً في هذا الزمان، قل أن تجد له نظيراً.
** الوزير فقيه أعلن أن التقنية هي فلسفة العمل في وزارته، وضرب مثلاً بزيارات وصلت إلى أربعة ملايين زيارة حتى الآن، نفذها أصحاب الأعمال من مكاتبهم، دون الحاجة إلى الحضور الشخصي إلى مكاتب العمل، وأكثر من ذلك فإن خاصية (نقل خدمات العامل ـ وتغيير مهنته) ستكون إليكترونية كذلك اعتباراً من شوال القادم، تسهيلاً للإجراء، ومواكبة لمشروع التطبيق الفعلي للحكومة الإليكترونية.
** مشكلة البطالة، وتفعيل (السعودة) بشكل علمي وعملي متدرج وديناميكي هي في طريقها إلى الانفراج، أو كما أكد لنا الوزير فقيه (يجب أن تُحلّ) .. وثمة 30 برنامجاً لتوطين الوظائف، ولكن أهمها هو برنامج (نطاقات).
** وكل خطط وبرامج وزارة العمل تعمل الآن على أن تكون (السعودة) أكثر شمولية، وأقل تكلفة، وأن تكون ممتعة، هكذا قال الوزير فقيه، وعندما تأملت الكلمة الأخيرة (ممتعة) وجدت أن الوزير فقيه إنسان واقعي، فأنت إذا سعيت إلى إيجاد فرصة العمل لأبنائنا وبناتنا ـ أياً كان موقعك ـ فلابد وحتماً أن تكون في كامل الاستمتاع، لأن هذا واجب ديني، وواجب وطني، وإلا كيف تكون مواطناً صالحاً ولا تسعى إلى إلحاق أبناء الوطن بوظائف تكون مخرجاتها خيراً للوطن، للمؤسسات، وللأسرة الصغيرة التي ستنشأ وتقتات من خير هذه الوظيفة، وبالتالي يتحقق لكل شاب حياة كريمة داخل وطنه، ولذلك نعم هي متعة.
** في بلادنا اليوم قرابة (1.5) مليون عاطل، وثمة ما يزيد على 8 ملايين عامل وافد، منهم 6.5 مليون في القطاع الخاص، وهؤلاء يخرجون من بلادنا حوالات مقدارها 98 مليار ريال سنوياً، وثمة أعداد سنوية تتزايد من الخريجين الباحثين عن العمل.. وثمة احصائية تقول إنه يوجد حالياً سعودي واحد فقط مقابل 9 وافدين في القطاع الخاص، وكل ما تقدم مبرر كافٍ لأن تبدأ وزارة العمل، وبتوجيه من ولي الأمر حفظه الله، في إعداد البرامج والخطط الكفيلة بتوطين الوظائف، وايجاد فرص العمل لأبنائنا وبناتنا، بعد أن وصلت البطالة إلى حوالى 10.5% وأن أكثر من ثلاثة أرباع البنات المتعطلات عن العمل ـ لوحدهن ـ هن ممن يحملن درجة البكالوريوس.
** وثمة من لم يصل الآن بعد إلى فهم واستيعاب برنامج (نطاقات).. وهذا بالضبط ما جعلني خلال جلستنا مع معالي الوزير فقيه أسأله عن الآلية التي يمكن من خلالها شرح هذا البرنامج للناس، فقال لنا الوزير فقيه: إن ثمة حملة شاملة للتعريف ببرنامج نطاقات عبر إعلانات تلفزيونية ستكون خلال الفترة القادمة، وأيضاً حملات عبر وسائل الإعلام، وفي الطرق العامة، وكذلك من خلال المقابلات الشخصية للتوعية بالبرنامج، وأكد لنا الوزير عزمه على زيارة الغرف التجارية وشرح البرنامج لقطاع العاملين بالأعمال.
** ويظل من المهم أن نشعر على يد وزارة العمل، وعلى يد وزيرها المتوثب معالي المهندس عادل فقيه، وندعو الله له بالعون والتوفيق، في هذا البرنامج وغيره من البرامج التي تستهدف اقتلاع البطالة من بلادنا، وتوطين الوظائف وفق آليات علمية مدروسة بعناية، وبعيدة عن الارتجال وعن العشوائية، ووفق مراجعات مستمرة تضمن أقصى قدر من التوازنات التي لا تضر بأحد، ويكون خيرها في نهاية المطاف للوطن ـ كل الوطن السعودي.
التصنيف: