[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عدي شربتلي [/COLOR][/ALIGN]

الثورة..ما بين نارٍ ورماد، ما بين روح تزهق وحياة تزهر. كانت الأمم تستيقظ بثورات الامتداد لكن نوعية الثورات تختلف من أرض إلى أرض، من مجتمعٍ إلى مجتمع، من عقلٍ إلى عقل. الثورة أساسها النهوض بمجتمع الحرية والمدنية، قلبها نظيف لكن طريقة التعامل معها صعبة وقد تصل لمرحلة السم القاتل. الثورة ليست اضرام النار في جسدٍ ما أو احراق دولةٍ ما حتى السقوط، بل الثورة الحقيقة هي العلم.
ففي هذا العام من شهر أكتوبر قام فيليكس باختراق حاجز الصوت بقفزة ألهت العالم وجعلته حدثاً رسمياً ونقلت مواقع الأخبار أخباره وتقارير حياته مع مواكبة التطورات (البهلوانية). فيليكس ليس أسطورة بل واقع علمي، أهدى نفسه هدية العلم والأبحاث الطبية والمخبرية. جميعنا شاهد المنظر الهائل والمخيف وقفزته الحرة التي ضحى بنفسه من أجل مغامرة نفسية وفلسفية وعقلية وعلمية. هذا ما حدث هناك خلال خمس سنوات – من التدريب والعمل الشاق – من أجل بحث علمي دقيق ونحن ماذا فعلنا كعرب؟!
ثورة العلم لا تأتي دفعةً واحدة بل تأتي بعد مرحلة الاعتراف بالجهل والفقدان لأدوات الثورة العلمية. لهذا يقول بعض الفلاسفة ((حتى تتقدم لابد لك أن تعترف أنك جاهل قابع في الظلام)).ابان القرن السادس عشر وبعد مرحلة الثورة الفرنسية التي هزت كراسي الظلم والعدوان بدأت ثورتهم العلمية بدءًا بالاعتراف الجهلي، وما نراه اليوم من مخترعات علمية يعكس جهوداً استمرت سنوات وقروناً من البحث والتمحيص.
ونحن كعرب لازلنا نفتخر بماضٍ (ذهبي) انفنى وانقضى أجله ولا نعمل لحاضرنا. هذا كفيل بأن نعيش في الظلام القاتل الهالك ان لم نعترف ونتعلم. لهذا يقول الأستاذ ابراهيم البليهي (نحن لم نصل لمرحلة التخلف.. فالمتخلف هو الذي يركض خلف السابقين ولم يستطع أن يلحق بهم.. ونحن لم نبدأ فعلا بالركض حتى نصل لمرحلة التخلف والجهل).
نتجول في الشوارع العربية بمخترعات غربية ونستهلك البضائع تلو البضائع ولا نزال نضع كل عاتق الجهد على غيرنا.نعم نحن بحاجة إلى ثورة علمية تنهض بالأمة العربية إلى عصر ذهبي مستقر. ولكن بالأحرى أن نعترف بجهلنا حتى نستطيع شرب قهوة العلم والفكر. اذن حتى نريد اشعال الشموع ولعن الظلام في أراضينا العربية وجب علينا أن نقيم ثورة الفكر والعلم. زاد الله فكرنا وأنار الله طريقنا للعلم.
Twitter : @Oudai_sh

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *