عبد الرحمن المطيري

على أرض الحرمين هناك من يرى ألا مشكلة في فعل بعض الأمور السيئة متكئأ على أن رب العباد غفور رحيم مُسقطاً عمداً منه أنه شديد العقاب ولن يترك صغيرة إلا بحساب , هذا إذا ما أحسنا الظن بهؤلاء ولم نفتر عليهم بأن نقول عنهم إنهم لم يضعوا ربهم نصبَ أعينهم من الأساس مع كل عمل يؤتمنون عليه من قبل وطنهم الذي وجدهم مسؤولين عنه أمام العالم , أيام معدودة حملت معها ثلاث كوارث وطنية من العيار الثقيل المتسبب بهم سعوديٌ وضحاياها هم سعوديون والخاسر بالتأكيد هو الوطن , فما بين جدة وحائل حتى جازان سكن الألم ذلك الطريق برفقة غصة خرجت من مكتب مسؤول صنعها بلا ضمير وصدرها لقلوب السعوديين , ففي عروس البحر الأحمر التي لم يعد لها من هذا اللقب نصيب بل إن أفضل ما توصف به جدة في السنوات الأخيرة هي أرملة البحر الأحمر وما سبب كل هذا إلا من يسكنها من مسؤولين تفننوا في خذلان أبناء وطنهم قبل جدة ومن يسكنها , فهناك اشتعلت النيران في مدرسة ابتدائية أهلية للأطفال وليست هنا مشكلة فجميع دول العالم معرضة لأحداث كهذه لكن خصوصية جدة تكمن في أن تلك المدرسة لا تملك سوى باب واحد يؤدي إلى الشارع مفتقدة لأدوات السلامة ومخارج الطوارىء مما اضطر طالبات المدرسة المغلوبات على أمرهن لقذف أنفسهن من الدور الثالث هرباً من الموت في مشهد امتلأ بتساؤلات بريئة كيف عبرت رخصة هذه المدرسة من أمام مسؤولي الدفاع المدني وكيف استوفت شروط الوزارة الأم وزارة التربية والتعليم والتي يقع على عاتقها الجزء الأكبر مما حدث من ترويع لأطفال هم مستقبل هذا الوطن , أما في حائل فكانت القصة هذه المرة مأساوية وكان فشل المسؤولين حاضراً فكانت النتيجة 12 شهيدة علم برفقة سائقهن على طريق من اتجاه واحد في بلد لا تمر سنة إلا ويكون هناك فائض في ميزانيته وكأن مسؤولي وزارة النقل عاجزين عن فتح طريق جديد بأربع مسارات لضيق اليد , وفي جازان استمر مسلسل الخسائر بحادث جديد أزهق أرواح ثلاث طالبات جامعيات اضطررن لقطع مسافة طويلة صباح كل يوم لعدم توافر سكن جامعي يكفيهن أخطار الطريق , حينما نرى الفشل لابد أن نفتش عن المسؤول حتى لا يُطل الفساد برأسه الكارثي , فخسارة كهذه مؤلمة جداً بحق الوطن .
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *