من أبسط حقوق الطفل ، الاعتراف بتقصيرنا نحوه ، في كل مكوناته التربوية والتعليمية ، وتنشئته الاجتماعية ، والترفيهية ورعايته الأسرية ، بالرغم من كل الجهود المحلية والإقليمية والعالمية ، إلاّ أنها دون المستوى المطلوب ، بما يتوافق مع طموحات الطفل وتحديات القرن الواحد والعشرين .

فمن الواقعية الاعتراف ، بأن ما يقدم للطفل من برامج ثقافية ، لا تتناسب مع ثقافة الطفل السعودي ، ولا يمكن قبولها من قبل مجتمعنا المحافظ ، فتنشئة الطفل الاجتماعية ، وتربيته وفق أساليب خاصة ، كان لابد من احترامها لدى مسوقي هذه البرامج ، التي تحاول تقديمها بقالب ترفيهي ، بنزعة مادية مبالغ فيها .

فالمسوق الذي مُنح أحقية تسويق منتجه ، لا يملك من متطلبات الثقافة وخصائص الطفولة ، إلاّ النذر اليسير فما يهمه العائد المادي فقط ، في الوقت الذي انشغل رب الأسرة ، سعيًا وراء متطلبات الحياة ، من أجل إسعاد أسرته ، فمتى ما توفرت لديه الشخصية الواعية ، لهذا الدور كأهم واجباته وما يتحمله من مسؤولية .

ليأتي دور سيدة البيت ونصف المجتمع ، بما تمتلكه من مقومات خاصة ، لهذه المكانة الاجتماعية والأسرية ، لتشارك المجتمع والمؤسسة التعليمية ، والوسائل الإعلامية المختلفة هذه الأدوار التكاملية ، ما لم تنشغل هي الأخرى بذاتها.

حيث تحيط بها الإغراءات من كل جانب وداخل سياجها الأسري ، فالفضاء المُشْرَعْ الأبواب بقنواته ووسائل تواصله الاجتماعية ، وما تحمله من غثاء البرامج الهابطة ، بات المؤثر الأكثر فاعلية سلبًا على ثقافة الأسرة ، والطفل كجزء من هذه المنظومة ، الأكثر ضررا مما يشاهده ويسمعه على مرأى أسرته أو بعيدا عنها .

فالمواجهة أمام هذه التحديات أكثر ضراوة ، وبدون أدنى شك فالضحية والثمن الباهظ ، هو ما تدفعه ثقافة الطفل ، طالما اكتظت الساحة الفضائية بهذه البرامج ، والمتهم الأول حيال هذه القضية ، هو إدارات الإنتاج والمخرجين والمسوقين ، وأكثرهم ممن عاش حياة المهجر ، بعيدًا عن ثقافة الوطن الأم .

ثمة حلول مقترحة تبدو خجولة ، أمام منافسة المنتج الخارجي ، سواء كتابا مطبوعا مترجما ، أو مسلسلات مدبلجة أو أفلام كرتونية ، موجهة لسن الطفولة ، باعتبارها الفئة العُمرية الأكثر عرضة للتأثر والتقليد ، في ظل غياب الوعي الأسري ، وانشغال أحد الأبوين عن مهامه الأساسية .

ومن الحلول التي يُؤمل عليها المجتمع السعودي ، مهرجان اليوم العالمي للطفل في دورته التاسعة ، برعاية معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي ، والتي تبدأ فعالياته هذا الأسبوع ، في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض ، فهذه المهرجانات تغرس الكثير من القيم التربوية والاجتماعية ، وتعكس قناعات بإيجاد بدائل محلية ، تحت مظلة مشروع وطني يعزز ثقافة الطفل.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *