تميز القيادة (السعودية)
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالحميد سعيد الدرهلي[/COLOR][/ALIGN]
تشير ادبيات الفكر الاداري الحديث الى ان تميز القيادة يتمحور حول جملة من المقومات المتمثلة في وضوح الرؤية من خلال قراءة تحديات المستقبل والتخطيط له وتقديم القدوة في السلوك والاداء والمشاركة الشخصية في عمليات البناء والتطوير وبث روح التعاون بين الجميع وتشجيع عمل الفريق الواحد والقيادة بتشاركية فاعلة وغرس مفاهيم الاحساس بالمسؤولية المشتركة لدى الجميع، والقدرة على التعامل مع الآخرين والتأثير فيهم وفهم معطيات الحال وتحديات المستقبل وتوفير البيئة الملائمة للابداع والمبدعين، وتوظيف طاقات مختلف الفئات والشرائح والحضور الدائم في المحافل فالملتقيات على اختلاف انواعها ومستوياتها والاضافة النوعية لها وفيها، وتوفير اتصال فعال وفاعل وتواصل إيجابي وبناء مع الشركاء والقرب من المجتمع، ودعم المبادرات المجتمعية وتحفيز وتقدير الإنجاز المتميز على مستوى المؤسسات والافراد، وإلغاء الحواجز النفسية والقرب من القلوب، والاستثمار في رأس المال البشري واعداد جيل المستقبل وتمكين قياداته لتكون قادرة على تحمل المسؤولية، وتوفير اجواء الحوار الهادف البناء، وقيادة التغيير نحو الافضل وتغليب النظرة الشمولية على الاهتمام والتركيز على جزئيات شكلية وبسيطة في طبيعتها ومحتواها، والحكمة وعدم التردد في اتخاذ القرار والموازنة بين الاهتمامات والمعطيات مع عدم الحياد عن الاهداف والتطلعات.
هذه خلاصة اهم ملامح القيادة المتميزة بشكل عام، وقيادة الشعوب والدول بشكل خاص.
وبالنظر الى ما يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على مختلف المستويات لنجد انه – حفظه الله – يشكل شاهدا حقيقيا ومثالا حيا يحتذى به في مجال التميز في قيادة سفينة الوطن وتوظيفاً حقيقيا عز نظيره لمضامين ومفاهيم التميز القيادي بل ان ما يقوم به دائما وفي كل يوم، وموقف يفوق ما توصلت اليه مدارس القيادة ومفكروها في سعيهم لرسم صورة مثالية ومعيارية لمعاني وتطبيقات تميز وابداع القيادة، واذا ما اراد هؤلاء اثراء نظرياتهم ومفاهيمهم القيادية فعليهم استلهام مواقف القيادة السعودية وسياسة الملك لتحقيق اضافة نوعية وفريدة ورائدة الى ادبيات القيادة المبدعة ونشرها وتصميمها ليتسنى لكل باحث وطالب علم الاستفادة منها لما تتضمنه من مواطن تميز فعلية ذات مضامين تطبيقية حقيقية.
ودعني اسوق بعض الأمثلة على ما نلمسه من تميز منقطع النظير لخادم الحرمين الشريفين – متعه الله بالعافية – في التوازن بين الشأن الداخلي والخارجي فيعمل على المستويين فهو حاضر وقريب من شعبه يرعى مصالحه، ويسعى جاهدا لتعزيز مكانة المملكة العربية السعودية الاغلى على الخارطة العالمية، ويهتم ايما اهتمام بالشأن العربي، ويعمل لأجله الكثير الكثير، فهو يتصدر اجندة اعماله في كل لقاء ومحفل، ويحظى رعاه الله بحضور دولي باهر من خلال المشاركة الفعالة في المحافل الدولية الكثيرة، فهو رمز الكلمة الصادقة النابعة من الاعماق، وصاحب الحجة الراسخة والبرهان الدافع، وهذا ساهم في توضيح قضايا المنطقة، وتقديم تحليل دقيق لها بحيث اعطى الصورة الحقيقية التي غيرت في مدركات وانطباعات العالم حولها مما ساهم بالتالي في كسب تأييد الرأي العام العالمي وقناعاته بأنها قضية عادلة.
وعلى المستوى الداخلي فالالتقاء بأبناء شعبه ووطنه على اختلاف مواقعهم ما هو الا خير دليل على احتضان شعبه والأوامر والتوجيهات السامية تؤكد المتابعة الحثيثة لهموم المواطن وجعل مصلحة المواطن فوق كل اعتبار، هذا بالاضافة الى فتح المجال للابداع والمبدعين وتوفير البيئة الملائمة والموارد اللازمة من خلال مختلف الصناديق والمشاريع.
وفق كل هذا واكثر فإن قيادتنا وفقها الله قدوة في الاداء والعطاء مقرونة بالحس الانساني الرفيع، وتواضع السلوك فلنرقَ الى مستوى تطلع وطموح القيادة اداءً متوازنا وحضورا دائما.هذه دعوة للجميع لكي يقتدوا بالقائد المتميز على مختلف مراكزهم ووظائفهم من وزراء وسفراء ومسؤولين . فهو القائد الأقرب الى القلوب الذي ملك القلوب بأعماله وطيب سجاياه، القائد الذي يعمل على تغطية مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية بتوازن تام بينها دون تغليب جانب على آخر.هذه سياسة متميزة تعتبر بحق ترجمة بل اصولا ومصادر غنية تستحق ان توثق وتصاغ ويستنبط منها مفاهيم ونظريات ادارية وقيادية حديثة.بك نفخر يا سيدي، ونباهي العالم، رعى الله الملك وأسبغ عليه الصحة والشفاء العاجل ورده الينا سالما معافى وحفظ بلادنا واهلها من كل مكر شيطان وجاحد.
مدير عام ووزارة التخطيط / متقاعد
فاكس 6658393
التصنيف: