[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ناصر الشهري[/COLOR][/ALIGN]

بدون مقدمات.. بدون استعراض القصة وتفاصيل المعاناة.. وبدون تحديد المكان ولا الزمان.. بدون كل ما تقدم وما تأخر وما نأمل ألا يأتي. سأدخل في الموضوع بما هو ابعد من حجم الكلام.
لسنا بحاجة إلى انتظار صحوة ضمير لا يفوق لإصلاح ما أفسده أي نجار إلاّ بعد وقوع الكارثة على مستوى التصنيف الاجتماعي كما فعلت وزارة الصحة مع الدكتور (النجار) الذي ارتكب الخطأ الطبي في مستشفى عرفان.
لسنا في حاجة إلى انتظار معالجة تصريف مياه الأمطار داخل المدن إلاّ بعد وقوع كوارث السيول.
لسنا بحاجة إلى تصحيح مسار الدعوة الإسلامية إلاّ بعد أن تحقن العناصر المتطرفة بعض شبابنا بالأفكار الضالة.
لسنا بحاجة إلى منع التعديات على الأراضي إلاّ بعد سرقتها بمساحات كبرى وفي أماكن حيوية ومنتخبة.
لسنا بحاجة إلى البحث عن اسباب المشاريع المتعثرة إلاّ بعد فترة يلفها النسيان وبعد ان تطير أجنحة طيور الفساد بأرزاقها.
لسنا بحاجة إلى معالجة أوضاع المقاهي إلاّ بعد ان أصبحت جزءاً من كل حي وشارع. بل تحولت إلى خدمة \”توصيل للمنازل\”.
لسنا بحاجة إلى الدماء الوظيفية داخل الكثير من المؤسسات الحكومية إلاّ بعد ان ينعكس ترهلهم سلباً على مستوى الأداء في استغلال نفقات الدولة وتغييب الانتاج.
كل هذه \”الليسات\” وغيرها في ملفات قضايانا المحلية لا يمكن الاختلاف على انه \”ليس\” من المقبول ان تحصل.. وان المعالجة المسبقة هي التي يجب ان تفرض واقعاً مختلفاً للمشهد.. لولا ان ضمير البعض في اجازة يتقاسم الغنائم والمنافع مع بعضه من اولئك الذين لا ينتظرون رواتبهم في نهاية كل شهر بقدر ما يبحثون عن \”الهبره\” بعيدا عن الثقة التي اعطتهم الدولة وحجم نفقاتها وطموحاتها لخدمة الأرض والإنسان. وهنا يمكن القول: إننا بحاجة إلى عمل وطني مختلف اساسه الانطلاق من تعزيز التفاعل مع اصلاحاتنا. واستباق السلبيات قبل وقوع الأخطاء.ولكن فقط متى ما كان تفعيلنا للنزاهة في كل مشاريعنا و ممارساتنا دون أن يكون شعار النزاهة لوحة لاستهلاك الكلام بلا ولا شيء!!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *