تعلمت الخربشة… وقت الحاجة.!

• إيمان يحيى باجنيد

نُخدع في بعض الأحيان من مظهر الوداعة الذي يظهره بعض الأشخاص، فلا نعرف هل هو نوع من الطيبة الزائدة.. أم هي حنكة.. أو أنها وللأسف كما يراها أناس على أنها نوع من ” البلاهة ” – مع الاعتذار على اللفظ – .؟

فهل تعتقد يا من سلكت درب الوداعة والطيبة إلى حد قد يكون مبالغاً فيه أنك كما يقولون..؟ لابد أنك استمعت لذلك النقد كثيراً وأصابك بالحزن الشديد على نفسك، أو قد يصل الحال بهم إلى وصفك بالنفاق لأنك تحاول دائماً اتخاذ جانب اللطف في التعامل مع الجميع ومداراة مشاعرهم بما تراه مناسباً.

أبشرك.. إن ما تقوم به سيدي المنافق – من وجهة نظرهم – هو الصحيح فأنت على الدرب، إياك ان تتأثر بهم ولا يشغلك ما يقولونه، لعله لم يُكتب لهم أن يتمتعوا بهذه الصفة فرموها بسهامهم، حتى يردوها قتيلة فتعم صلابتهم وقسوة قلوبهم.

لم نخلق لنكون جبابرة انتهى حكم الطغات، وليس هناك مكان مرحب فيه بهتلر هذا العصر، وإن وجد هذا الهتلر فلن يدوم طويلاً.. وإن دام فسيدوم وحيداً..

ليس فقط هتلر من فُرض عليه أن يتحول ليرضي متطلبات الزمن الذي نحن فيه، بل أيضا سي السيد أصبح السيد الجنتل – عشان يقدر يعيش –، لم تعد أمنا الغولى سبب لإبقاء الأطفال في منازلهم، فقد فطنوا إلى أن ما ترتديه مجرد قناع، اختفى مدير المصلحة الذي تهتز لدخوله المكاتب، ووصل لمثواه الأخير مع ظهور الألوان في الأفلام العربية القديمة.

(الله خلقنا أحراراً.. ) كلمة قالها الشاعر عبدالله أبو راس، وقالها قبله الكثيرون قد ترن في مسامعنا وتحفز داخلنا الرغبة في التحرر.. ولكن التحرر من ماذا ومن مَن.؟

ليتنا نبدأ من البداية ونبحث عن تلك القيود التي مارست علينا دور العبودية، عندما أقول البداية لا أقصد بها لحظة الميلاد.. بل تلك المنطقة التي تتحكم في كل ما نحاول القيام به، تدفعنا لما يطيب له هواها، وتبعدنا عما لا يستهويها..

ابحث عن قيدك ستجده حتماً وعندما تجده لا تتوانى عن توجيه سؤال إليه..( لما أنت هنا.. من وضعك في هذا المكان..؟) ولو ظهر لك أنك من قمت بوضعه وجه السؤال لنفسك هذه المرة.. لماذا.؟
هل هي قناعة.. أم عادة.. أم جبر.. أم عبادة.. أم أنك اعتنقتها بمحض الإرادة.؟

هل ذاك القيد سلبك قدرتك على أن تعيش.. أن تبوح بما في نفسك.. أن تقول رأيك.. أن ترفض.. أن تعترض.. إذا حان الوقت..

حان الوقت لنرفع في وجه من يزعجنا.. عبارة (قف) لن نقبل أن يتم احتلالنا ويقام حولنا سياج، فإن الدكتاتورية رحلت مع من رحلوا من زعماءها لن نرضى لها بأن تعود وأن تقبع فينا بثوبها الجديد.

للتواصل على تويتر وفيسبوكemanyahyabajunaid

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *