تركي الفيصل .. راسخ المبادئ

• أحمد محمد باديب

[COLOR=blue][ALIGN=LEFT]أحمد محمد باديب[/ALIGN][/COLOR]

كم هم ممتنون أولئك الذين يريدون أن يلبسوا المملكة ثوباً غير ثوب العز والفخار وهم يستغلون أي حدث أو مناسبة ليضعوا المملكة في غير مكانها الذي تؤمن به، وما ذاك إلا لأن هذا البلد ذو ثقل عالمي مميز فله في قلب كل مسلم وعربي وعادل غربي أو شرقي مهم جدّاً فالعالم يعرف أن هذا البلد ليس بلد مراوغات سياسية ولا يتلاعب بالمبادرات وإذا عقد العزم على أمر بذل كل ما يمكن لينفذ، إن هذا البلد هو الضمانة الأمنية لكل منطقة الشرق الاوسط شاء من شاء وتنكر من تنكر لمكانتنا التي صنعها رجال التاريخ من عبدالعزيز الموحد إلى سعود الباني وإلى الفيصل المؤسس وإلى خالد الصالح وإلى فهد الوفاء وإلى عبدالله العروبة والتجرد، صفحات في التاريخ الاسلامي والعربي ناصعة لا لبس فيها إلا في عقول المزايدين.
وفي كل مرة يريد من يريد أن يلحق بها ما ليس من ديننا أو موقف لا يوافق سياستنا ومبادئنا الراسخة يصطدمون بجبال من الرجال أصحاب الهمة العالية الذين لا شبهة على تصرفاتهم ولا يعملون في الخفاء ما لا يعملونه في العلن.
وهذه المرة خابوا أشد الخيبة فقد اصطدموا برجل عرفته عمراً طويلاً وعرفت مبادئه الراسخة أرادوا ان يضعوا المملكة في حرج وكذا أن يضعوا سموه فخابوا كما خاب غيرهم، إن تركي الفيصل يؤمن ويعلم تمام العلم بأن المملكة حريصة على ألاَّ تقدم لإسرائيل أي شيء كان سواء اعتراف او مجاملة او اي صغير الا في مقابل ما يقدمونه التزام وتطبيق للسلام الحقيقي ولا نجامل امريكا ولا غيرها على مبادئنا ومواقفنا، ووالله انني اعرف مرات عديدة اختلفنا فيها مع امريكا على امور هي في هذا الاطار، ولم نقبل بغير ما نؤمن به ويحقق عزة الاسلام والعروبة، واذكر حادثة كنت فيها مع سموه نزور اندونيسيا وقابلنا رئيسها في ذلك الوقت السيد سوهارتو وكانت لنا معه مقابلة مطولة وللأسف هم في الصحافة ادعوا ان الوفد السعودي قد قبل بمبدأ البانشيلا في اندونيسيا وهذا مبدأ اخترعه بعض المفكرين الاندونيسيين ليلتفوا حول الاسلام بأسلوب مؤسساتي حتى لا تكون اندونيسيا دولة مسلمة ذات شريعة اسلامية كما يريد غالبية أهلها وحتى يسوقوا لهذا المبدأ اعتقدوا أن ادعاءهم بأن المملكة تعترف بهذا المبدأ سيجعلهم يسوقونه بين الشعب الاندونيسي المسلم بكل سهولة لأن هذا الشعب يحترم المملكة وحكومتها وهي له قدوة، ولكن هيهات، وقمنا باستدعاء المسؤولين والصحفيين وسفيرنا في اندونيسيا ولم نترك اندونيسيا الا وقد افهمنا شعبها أن المملكة دولة اسلامية لا تقبل لشعبها ولا للمسلمين الا مبادئ الإسلام أما مبادئ البانشسيلا فهي امر يخص الحكومة الاندونيسية وليس لنا فيه دخل ولا نعترف إلا بمبادئ تتماشى وديننا ومبادئنا الإسلامية، وقد كان ما اراد سموه وهو العالم بمبادئ بلاده الحريص عليها، ولو كان لي حق في ذكر امور اخرى لذكرتها ولكن قد يأتي وقت لذكر بعض مواقف المملكة ومبادئها وابنائها المحترمين أمثال تركي الفيصل مواقف يفخر بها كل مسلم وعربي وسعودي، فلله درك يا أبا فيصل أنت فوق كل من يزايد على اسلامية وعروبة المملكة وابنائها ومواقفها والحمد لله رب العالمين.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *