تحول المرأة إلى أين!

نيفين عباس

قديماً كانت المرأة رمزاً حقيقياً للأنوثة وليس مجرد لقب وهنا لا أقصد الأنوثة فى الملابس فقط ، الأنوثة لها أكثر من شكل، أنثى فى طريقة تحدثها، أنثى فى أسلوبها وتعاملها ، قد أتطرق إلى الملابس أولاً وأتحدث عن طريقة الملابس فى بعض الدول العربية، أصبحت موضة الملابس المقطعة هى رمز الأناقة ، ولا أعرف ما هو تفسير هذا الأمر السخيف ما المعنى من ملابس مقطعة تبدو مثل المشردين وليس هذا فحسب ، بل إنتشرت أيضاً ملابس ضيقة للغاية ترتديها الفتيات والنساء بصعوبة بالغة ، أصبحت الملابس التى تكشف أكثر ما تستر والملابس المقطعة هى الموضة ورمز الجمال ، قديماً كانت مصر على سبيل المثال ترتدى النساء بها الفساتين والتى تظهر فى غاية الروعة والرقى والأناقة ، كان البنطال قديماً للرجال ولا تستطيع المرأة إرتداءه لأنها مدركة جيداً أنها أنثى ولا تتشبه بالرجال لأن لها طبيعة خاصة بها تميزها

نأتى لطريقة التعامل والتحدث وهى كارثة كبرى أكبر من الملابس ، السباب والشتائم والجراءة المبالغ فيها من قبل الفتيات أصبحت العامل الأساسى الذى من خلاله نستطيع إطلاق لقب فتاة مواكبة للعصر على صاحبته ، أين حمرة الخجل وأين الحياء الذى يعتبر رمز للمرأة، الفتيات لا يدركن حجم الخطأ الذى يرتكبونه عند التلفظ بالشتائم والسباب ، تفقد المرأة أنوثتها يوماً  بعد يوم وأصبحت لا تفقه أبداً لغة الحوار والإحتواء ، المرأة هى مصدر الحنان وأم المستقبل التى ستخرج جيلاً جديداً من العلماء والأطباء والمُعلمين ، إذا نظرنا إلى فتاة “مواكبة للعصر” سنجدها تجهل تماماً إسلوب الحوار وإحترام أراء الأخرين أو حتى تقبلها ، بل وقد يصل الأمر فى كثير من الأحيان إلى التطاول والسب بالأب والأم

وليس هذا فحسب بل غاب الوازع الدينى فأصبحنا نفتش عن الفضائح ونساهم فى إنتشارها لدرجة مفزعة ، على مواقع التواصل الإجتماعى أشاهد مئات الفتيات يقمن برفع حساب إحداهن ورسائلها الخاصة وصورها الشخصية ، وسرد كافة أسرارها أمام الجميع دون خجل أو خوف من الله كما أشاهد الفتيات يتلفظن بألفاظ حقاً مُخجلة للغاية يخجل حتى الرجال من ترديدها ، ما الذى حدث للنساء، ومتى يستوعبن أنهن ينحدرن يوماً بعد يوم وما هو سبب هذه الموجة الغريبة، هل بسبب حمل المرأة للمسؤولية جعلها تتخلى قليلاً عن أنوثتها ، أم أنها تقابل أعباء الحياة مثل الرجال لذلك تغيرت بسبب الظروف الإقتصادية، أم أنها تحمى نفسها بهذه الطريقة حتى لا تتعرض للمضايقات

أتمنى أن يستوعبن النساء حجم وفداحة ما يفعلن حتى لا يأتى يوم وننسى طبيعتنا الأنثوية التى أساسها الخجل والإحترام والستر

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *