تحقيق الاتحاد الخليجي في سرعة آلياته
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أ.د. حسن محمد سفر[/COLOR][/ALIGN]
في عصرنا ومنذ ربع قرن حدثت تحولات كثيرة في العالم العربي والإسلامي والغربي، غير الكثير من المفاهيم، كما جدت كثيراً من التحديات والنوازل على كافة الساحات الفكرية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية حدت ضرورتها الى ايجاد تحالفات، وتكتلات استراتيجية ساسية، تعليمية تجارية وأنظمة عدلية فعلى سبيل المثال منظمة التجارة العالمية «W.T.O « وقبلها اخواتها كاتفاقية «الجات»، وظهور العولمة الاقتصادية بشركاتها العملاقة الضخمة ذات التجانيس المتعدد التي فتحت انيابها غرساً واكلاً فمثلت هذه أكبر التحديات والتهمت الدول الصغرى. وادراكا من البعد المستقبلي والمحافظة على الوحدة في جميع مجالاتها ومساحاتها انشئ مجلسنا الخليجي للتعاون بنظرات ثاقبة من اقطابه السياسية وأما المشوار الطويل الذي قطعته الساسية الخليجية في مجال التعاون زيادة في اللحمة القوية والوقوف في السراء والضراء في الدول الخليجية ذات البعد الاطماعي من قبل الدول الاخرى حتى القريبة والملاصقة وعملاً بمقتضى النصوص الشرعية الإسلامية التي دعت إلى التماسك والبعد عن الصراعات كما جاء في قوله تعالى ( ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين) ودعوة التشريع الإسلامي إلى الوحدة في قوله تعالى: ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) . دعى قطب الخليجي في هذه المنظومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله الى تكامل الثقافة الخليجية المتنوعة والانتقال من الوحدة إلى الاتحاد وهي دعوة قوبلت بالترحاب المنقطع النظير في المسارعة إلى تنفيذها وأمام هذه الدعوة الاخوية الملكية من كبير اقطاب دول مجلس التعاون الملك عبد الله ولضرورة تكامل جميع المنظومات في هذا البيت الكبير وتحقيق المطلب لهذا الخير المتمثل في تلكم الدعوة الصادقة الناصحة تتجلى الاهمية في الآتي:
أولاً: تحقيق القدر الاكبر والتفعيل الاعظم للامة الخليجية شعوباً وانظمة حكم ومؤسسات حكومية وأهلية وجلب الخير والرفاهية لمجتمعات الخليج ورفع قدراته الذاتية أمام التحديات والاطماع القريبة والبعيدة في الحاضر والمستقبل.
ثانياً: تحريك عجلة التنمية الصناعية والتحولات إلى التنافس نحو المردود الإيجابي وايجاد تسويق كبير ذي صبغة في الاسواق العالمية.
ثالثاً: تعزيز القدرة لدول المجلس بما تملكه من ثروات وعملات نادرة وخيرات لمواجهة المتغيرات والمخططات والهزات السياسية في الدول المجاورة من عدم استقرارها ناهيك عن كوارث الازمات المالية والتجارية والتقلبات السياسية مزاجاً ومصلحة واطماع.
فالمطالبة تحقيق دعوة الملك عبد الله والمسارعة الى تفعليها أمراً مطلوباً شرعاً عملاً بالسياسة الشرعية والاحوال المرعية وقانونياً لمزيد من حماية الحقوق وتطبيق الاتفاقيات باقصى سرعة للمحافظة على المنجزات والوفاء بالالتزامات اخلاقياً وقانونياً ولو حتى بشكل تدريجي المهم تفعيل الاتحاد قبل ضياع الوقت وتفويت الفرص والله الموفق..
• استاذ السياسة الشرعية والأنظمة المقارنة
التصنيف: