بين الطيب .. ومزرعة البريك .. حكاية طويلة جدًّا

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد الفايدي[/COLOR][/ALIGN]

* بعد أن تخطينا عمر الصبا والشباب ودخلنا في عمر الكهولة التي يقال عنها: من بلغ الستين فقد تكهل، اصبحنا ننظر للحياة بمنظار آخر له من النضوج والرؤية والاتزان الشيء الكثير.
وهذا ما يجعلني اعلق على مقابلة صديقي المستشار محمد سعيد طيب في قناة \”دليل\” يوم الجمعة الماضية مع المحاور المحسوب على الجانب الآخر عبدالعزيز قاسم بأن المقابلة كانت ساخنة بعض الشيء وإن لم تخرج إلى فضاء أرحب عما يختزن المستشار الطيب الذي له التجربة والثراء المعلوماتي الذي نعرفه فيه، وقد تكون مدة المقابلة لم تترك له الفرصة لأن يبحر في فضاءات أخرى مهمة جدّاً أكثر إثراءً من مداخلة الشيخ سعد البريك واستفزازات صديقه القاسم الذي يحاول بكل ما استطاع من قوة ونفوذ اقناعي ان يقنع اصدقاءه من الضيوف الذين يريد أن يستضيفهم ليحرك من خلالهم بعض مياه الامور الحياتية الراكدة..!
إنني أعتقد جازماً أننا قد تخطينا كمجتمع الامور التي لن تعيد لنا القومية من جديد وكذلك تجاوزنا لمن يقال لهم بالتيار الديني المتزمت واصبحت الشريحة الأكبر في المجتمع تسعى إلى الأمور الوسط مثلنا مثل كل المجتمعات الأخرى التي تبنى سياستها على التطور والتقدم والشفافية بعيداً عن \”هذا قومي شيفوني، وذلك متدين متزمت يريد أن يوقف حركة التقدم والازدهار في تطويل شعر الدقن وتقصير الثوب ولا شيء غير ذلك\”.
فهل هذه الحوارات والبرامج هي التي يحرص على مشاهدتها ذلك الذين \”ينام الليل عن شواردهها، ويسهر القوم ويختصمون\” مع أنني اشك في ذلك وإن كنت لا ابخس صديقي المستشار محمد سعيد طيب حقه في حرصه واهتمامه بالشأن العام إلا أن الشأن العام الأكثر أهمية هو ما يقوم به سعادة المستشار من أمور انسانية يدل عليها ما لا تعلمه يمينه عن شماله وهذا نعرف عنه الكثير.
كان بودي أن يكون رده على الشيخ سعد البريك يتماشى مع سخونة الحلقة لكن يبدو أن الشيخ سعد تداخل عند مشارفة البرنامج على الانتهاء ولم نسمع إلا دعوة الشيخ لأبو الشيماء لزيارته في مزرعته والجدل حول من السباقون إلى تقديم مذكرة النصيحة؟ وهل هم المثقفون أم رجال الحسبة؟ ومن منطلق معرفتي بذلك اؤكد أن المثقفين كانوا السباقين إلا أن مذكرة رجال الدين هي التي أخذ بها ولي الأمر.
لا شيء يفزعني أكثر من هذه الحوارات التي تدور في الفضاء بدون إحم أو دستور لكن تظل بعض الحوارات لها صفة القبول رغم الهنهنات الصغيرة ومع ذلك فما زلت ميالا بشدة الى القراءة التي تأتي على شكل كتاب فهي التي تمكث طويلاً بعيداً عن ارتجال الفضاء، فهل يفعل صديقي الطيب ويتحفنا بتجربته الثرية من خلال كتاب يخرس به الذين يقولون إنه يحب الفضاء ويموت فيه.. أرجو ذلك.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *