بوح الفراق الذي يطفئ الابتسامات لتسود الدموع
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فوزي عبدالوهاب خياط[/COLOR][/ALIGN]
نتواصل . . حباً . . وتلاقياً . . وأشواقاً . . يتحول الحلم إلى عصفور جميل يقف على
اكتافنا . . يغني . . ويهمي على أسماعنا بأحلى الشجو والألحان
أبداًويصبح الفرح مهرجاناً . .نمنحه الحضور الأجمل . . والبوح الأغلى . . ويكون الحياة
الحافلة
وفجأة . . يتوقف كل شيء . . وتصاب كل الأشياء بالجفاف . . ويصبح العطش هو
السائد الوحيد !!
إنه – الفراق – الذي يأتي فجأة فيلتهم الهناءة . . ويطفئ الابتسامات لتصبح
الدموع هي السائدة . .
هذا – الفراق – لماذا . . ربما نسأل كيف؟ ! وربما نقول له : لا !! وفي كل الأحوال
فاننا
نكره هذا المذاق الذي يأخذ منا أغلى الأحباب ويعطينا الحرقة والألم . .
لهذا فقد استضفنا – الفراق – في هذه الحلقة ليجيب على اسئلتنا . . فكان
الحوار التالي :
أنا الزائر الوحيد الذي لا يغيب
قدري أن أزرع الوحدة وأجعل المرارة تاجاً لكل الناس
٭ سألناه : من أين تأتي أيها الفرق؟ !
. . قال : أنا لست حضوراً طارئاً . . أو هامشياً . . بل اني حضور دائم . . وحتمي . . مهما
طال الزمن . .
٭ سألناه : كيف؟ !
٭ ٭ قال : أنا الخاتمة الطبيعية لكل مشاوير اللقاء . . والأفراح . . والتوحد . .لا بد أن
أجيء في لحظة لأسدل الستار وأفرض الوحدة واليتم
٭ ومن أين تستمد هذه القوة؟ !
٭ ٭ من طبيعية الأشياء التي تمضي كلها الى زوال . . لا شيء هناك يتواصل مدى
الحياة . . أنا الزائر الوحيد الذي لا يغيب .
٭ لكنك يا فراق . . تثير دائماً المرارة وتقطع أواصر كل شيء جميل .
٭ ٭ صحيح لأني هذا أنا . . قدري أن أفرق . . وأن أزرع الوحدة . .وأن أجعل المرارة تاجاً
لكل الناس !!
٭ وهل أنت راضٍ يا فراق؟ !
٭ ٭ كل الرضا . . لأني أؤدي ما هو من طبيعتي وديدني . .
٭ ولكن ألا تتألم لضحاياك يا فراق؟ !
٭ ٭ لأنه مصير مشترك لكل انسان في الدنيا . . فإن الفراق يبدو عادياً . .
٭ ما الذي يزعجك؟ !
٭ ٭ الاحباط الشامل لدى بعض الناس كلما حللت بينهم . .
٭ والذي يفرحك؟ !
٭ ٭ أن يتقبل الناس حضوري برضا وألا أكــون ذلك الــذي يقصم الآمال
ويحطمها . .
٭ ما هي فلسفتك؟ !
٭ ٭ من لم ينشطر بالفراق . . فانه سوف ينشطر بسواه . .
٭ وما هي نصيحتك؟ !
٭ ٭ الصبر . . فإن الصبر القناة الوحيدة التي تجعل الانسان لا يفقد الأمل . . ولا
يلقي بالتفاؤل جانباً . .
٭ وأي الأشخاص تحب؟ !
٭ ٭ المتمهل . .ذلك الذي يستجمع . . كل قواه . . فتراه لا يتنازل عن شيء .
٭ ومن يغيظك؟ !
٭ ٭ الشعراء . . إنهم يصورونني عدواً قبيحاً
٭ ومن يجعلك تبتسم؟ !
٭ ٭ الذي يمنحني الفرصة دائماً
٭ أخيراً : هل تعدنا – يافراق – أن تكون سوياً فلا تنتقم من الناس؟ !
٭ ٭ لك ما تريد . . لكن قل للناس الا يتصوروا بأني أنتقم بلا رادع !!
كلام متعوب عليه
غير صحيح أن – البعاد – يقتل الحب . . وأن المسافات تصيب القلوب بالجفاف . . وأن
الجوى يملأ الأيام بالنضوب . .
غير صحيح . . فإن – التوحد – يقوم رغم المسافات . . ورغم كل البعاد . . ورغم كل
المشاوير الطويلة . .
وحين نرجع إلى الحنايا فإننا سنجد أشواقنا مزروعة في كل زاوية . . وفي كل
مساحة . . تحتاج منا الدواء أبداً حتى تبقى زاهية . . مضيئة . .
مرات كثيرة داهمتني الظنون . . وملأت جيوبي الحيرة . . وأصبح الشك كل الذي
في القلب والعين . .
وحين يأتي صوتك . . وتشرق كلماتك . . وتهددني إيماءاتك . .
أنسى كل شيء . . لا أتذكر الا وجهكِ . . وصوتكِ . . وخفقكِ !!
أتحول إلى التفاتة مسكونة بالحنين . . أتلفت صوب كل الأشياء . . وأزرع في
. . الأشجار . . وابتسامتكِذاكرتي والأرصفة . . والقناديل . . وأزيد في التلفت فلا أرى الا وجهكِ . .
ونوركِ . .
أنا كل هذا الشوق . . وأنتِ كل هذا التوق . . فتعالي نهدي الزمان الحب الذي
لا يموت !!
مرفأ
لا تقلق . . فالحب كما قال الشاعر \” بعض من تصورنا \” . . \” إن لم نجده عليها
لاخترعناه \” .
كلام موزون
التصنع في الأشواق من أجل تحقيق أشياء أبعد ماتكون عن الروح والوفاء . . هو
لعبٌ في ساحة المكر والخداع . .
معنى
أغرب ما في الحب اليوم . . انه حب مشروط .
وقفة
إذا ضحيت . . ثم بدأت تبكي على تضحيتك فإنك لم تكن تضحي . ولكنك كنت
تدفع ثمناً لشيء لم تصل إليه .
كلام معقول
السفر الحقيقي . . هو ذلك الذي يباعد بيننا وبين الذي في أعماقنا .
المسافات
أتصاعد إلى هذا الفضاء الرحب أحمل على كتفي انتظاراتي الطويلة . . وتعبي
الضارب في القدم . . وبقايا حريق متهدم أصبح معظمه رماداً .
أحاول أن أفتح نافذة أطل منها على هتافي . . أراه الصدى المتوسد كل الأسماع
الا أنتِ .
ما بين كل المسافات تظلين الأقرب الى قلبي . . وعقلي . . ودواخلي وما بين كل
المشاوير تظلين الأبهى . . والأغلى . . والأشهى . .
السطر الأخير
قال الشاعر :
أنا دهشة !!
أنا في جسد هذا الكون . رعشه
أنا الحي الوحيد اللي كسر نعشه
وأطلق صرختين
فراشة . . وعصفور ملون حزين
أنا الوحيد اللي في لحظة غضب
في أقرب سلة مهملات . . رمى عشه .
التصنيف: